Amira Al Zuhair رسالتي إلى المرأة السعودية: لا حدود لنجاحك تمسكي بإرضاء شغفك استفيدي من الفرص التي تدق بابك كوني جزءا أساسيا من تقدم بلدنا
أدرس في جامعة “كلّية كينغز لندن” للحصول على بكالوريوس العلوم في الفلسفة والسياسة والاقتصاد
عرض الأزياء ساعدني على بناء ثقتي بنفسي واللحظة الحاسمة بالنسبة إلي كانت حين مشيت للمرة الأولى على منصة العرض وحينها أدركت أنني تغلبت على طبيعتي الخجولة
من المهم أن نتعلم كيف نفصل بين ما يمكن وما لا يمكن أن نتحكم به
علينا أن نحب عملنا لأن ذلك يولد الشغف الذي يدفعنا إلى الإبداع والنجاح
المرأة كانت عضوا قويا وفعالا في المجتمع طوال تاريخ المملكة العربية السعودية
أرى في المجوهرات شكلا من أشكال التعبير الذاتي الذي يعكس شخصيتي
السعوديات يثبتن قوتهن التي لطالما كانت موجودة وأنا فخورة جدا برؤيتهن في مراكز عالية ومناصب ريادية
رسالتي إلى الشابة العربية: قدّري الجمال الكامن في أبسط وأصغر الأشياء في الحياة وأمسكي بزمام سعادتك الشخصية وأمضي وقتا مع أحبائك
كما وعدناكم سابقا أننا سنعرفكم عن قرب على نجمة غلافنا لعدد ديسمبر الماضي، ها نحن نقدم لكم الشابة السعودية أميرة الزهير Amira Al Zuhair التي تتسلق سلم النجاح العالمي بخطى واثقة ومثابرة على الرغم من صغر سنها، وتتميز هذه النجمة الصاعدة وعارضة الأزياء الجميلة التي تألقت على أغلفة مجلات عالمية، وتعاونت مع عدد من أشهر دور الأزياء والمجوهرات، بحضورها الرصين الذي يدعمه تحصيل أكاديمي في مجال الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وبعد أن نجحت ببراعة في أن توفق بين الدراسة والعمل، ها هي تتطلع بتفاؤل إلى مستقبلها ومستقبل جيلها من خلال تفاؤلها بمستقبل وطنها الزاخر بالفرص الواعدة لكل أفراد المجتمع وخاصة المرأة.
باريس: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
ما الذي دفعك إلى اختيار مهنة عرض الأزياء؟
في طفولتي، كنّا أنا ونسيبتي نتأنق وننظم عرض أزياء للعائلة خلال أيام العطلة. يمكنني القول: إنني تمرنت على السير على منصات العرض منذ أن بدأت أمشي! غير أن مسيرتي المهنية الرسمية انطلقت بشكل مفاجئ حين كنت تلميذة في المدرسة الثانوية. كان اكتشافي في باريس، وأنا أتناول العشاء مع والدتي، وبعد بضعة أيام، وصلني عرض عقد للعمل مع وكالة “إليت مودلز”. وبما أنني لم أرفض يوما التحديات، قبلت العرض بحماس شديد لما ستقودني إليه هذه الفرصة. هكذا بدأت القصة.
كيف تتعاملين مع التعليقات، سواء أكانت نقدا سلبيا أم إيجابيا؟
أنتظر بحماس الاستماع إلى آراء الناس ووجهات نظرهم والتعلم منها، لكن النقد في قطاع الأزياء الدائم التغير والتطور، لا يكون عادة واضحا وعمليا ومحددا كما هي الحال في قطاعات أخرى. فعلامات الأزياء تعمل على تحقيق رؤية إبداعية معينة، وأحيانا قد لا تنسجم العارضة بكل بساطة مع المشروع الذي يتصورونه. في هذه الحالات، يجب على العارضة عدم أخذ هذا الموقف السلبي على محمل شخصي، لأنه ليس انعكاسا لها ولقدراتها. لهذا السبب، من المهم أن نتعلم كيف نفصل بين ما يمكن وما لا يمكن أن نتحكم به.
كيف تصفين مسيرتك المهنية حتى اليوم، وما أبرز إنجاز حققته في مجال عرض الأزياء؟
رحلتي مع عرض الأزياء بدأت حين كنت في المدرسة الثانوية، وأنا اليوم طالبة في جامعة “كلّية كينغز لندن”، حيث أدرس للحصول على بكالوريوس العلوم في الفلسفة والسياسة والاقتصاد. التوفيق بين مهنتي الثابتة ودراستي الأكاديمية شكّل تحديا كبيرا، استطعت التغلب عليه خلال مسيرتي المهنية، لكنه لطالما كان من الضروري بالنسبة إلي أن أنجح على الصعيدين. وأكثر ما أحبه في عرض الأزياء هو الجانب الإبداعي، فيمنحني هذا المجال فرصة تطوير حبي للفنون بالتزامن مع مواصلة تحقيق النجاح الأكاديمي. أنا أطمح إلى مزاولة المحاماة، وفي الوقت نفسه، يدفعني شغفي بالتعبير الفني الذي تسمح لي مهنة العرض باستكشافه.
تشرفت بتصوير حملات مع بعض أهم الدور مثل “لويس فويتون” و”شانيل” و”تيفاني” و”إيلي صعب” و”بربري” وغيرها، وبظهوري على أغلفة مجلات مرموقة. أفتخر بمحطات عدة من مسيرتي المهنية، لكن أهم إنجازاتي هي الانتصارات الشخصية التي حققتها. فساعدني عرض الأزياء على بناء ثقتي بنفسي، واللحظة الحاسمة بالنسبة إلي كانت حين مشيت للمرة الأولى على منصة عرض. ففي تلك اللحظة، أدركت أنني قد تغلبت على طبيعتي الخجولة.
ما الهدف المهني الذي وضعته لنفسك؟
ما من مسيرتين مهنيتين متشابهتين في عالم عرض الأزياء الذي يصعب التخطيط للمستقبل فيه. هذا القطاع حافل بالفرص التي يجب أن نغتنمها، مع العلم أن الأشياء قد تتغير بين ليلة وضحاها! إن هدفي المهني الأساسي هو الاستمرار في تطوير مسيرتي بصفتي عارضة، والاستمتاع بالفرص والتجارب الرائعة، في ظل تحقيق أهدافي الأكاديمية طبعا.
مجال عرض الأزياء محفوف بالتحديات، لكنك نجحت في شق طريقك إلى بعض أهم الدور. فما سرك؟
يقول الفيلسوف الصيني “كونفوشيوس”: “اختر وظيفة تحبها، ولن تضطر إلى العمل يوما واحدا طوال حياتك”.. أعتقد أن هذا هو سر الحياة.. علينا أن نحب عملنا، لأن ذلك يولد الشغف الذي يدفعنا إلى الإبداع والنجاح. أحب حقا عالم الموضة والعرض، وأكن تقديرا كبيرا للفنون والحرف التي تجتمع في ابتكارات المصممين. ويشرفني أن أسهم في تسليط الضوء على روائعهم.
من الضروري أيضا أن نتعامل بطريقة محترفة، وأن نعكس طاقة جيدة، وأن نبذل كل جهودنا ونعطي كل ما لدينا لعملنا. وأخيرا، لم يكن كل ذلك ممكنا لولا وجود وكالتي الرائعة “إليت” التي توجّهني وتنصحني وتدعمني في كل خطوة أخطوها في مسيرتي المهنية. من المهم العمل مع وكالة وفريق يؤمنان بك، ويسعدني جدا أن أكون جزءا من عائلة “إيليت مودلز مندجمنت”.
ما الرسالة الجوهرية التي تريدين إيصالها إلى المرأة السعودية؟
رسالتي إلى المرأة السعودية هي أنه لا حدود لنجاحك أو لما يمكنك تحقيقه، فالاحتمالات لا تنتهي. تستطيعين تحقيق كل تطلعاتك المهنية، وفي الوقت نفسه التمسك بإرضاء شغفك. استفيدي من كل الفرص التي تدق بابك، واسعي لتكوني جزءا أساسيا من تقدم بلدنا الجميل وتطوره، ليصبح أكثر فأكثر دولة رائدة عالميا.
حققت عارضات الأزياء العربيات شهرة ونجاحا عالميين، وحملن إلى عالم الموضة تنوعا كان يفتقر إليه. ما شعورك حيال تمثيل السعودية، التي تتطلع إلى المستقبل على المستوى العالمي؟
أنا فخورة للغاية بكوني امرأة سعودية تمثل مجتمعي في هذا القطاع، خصوصا لأن إرثي السعودي يعني لي الكثير. كما أنني ممتنة جدا لكوني إحدى عارضات الأزياء الأُوَل في المملكة. إن العارضات العربيات بالفعل يدفعن اليوم بكل الحدود!
ما رأيك برؤية السعودية 2030، في ما يتعلق بتمكين المرأة؟
كانت المرأة عضوا قويا وفعالا في المجتمع طوال تاريخ المملكة. غير أن جهودها والفرص المتاحة لها يتضاعفان اليوم، بفضل الدعم الذي توفّره الدولة من خلال رؤية 2030، لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل. تهدف رؤية 2030 إلى تشغيل مليون امرأة في مليون وظيفة جديدة، وزيادة مشاركة النساء في سوق العمل من 22 إلى 30 %. وكان للإصلاحات المقترحة تأثير إيجابي كبير منذ الآن في دور المرأة السعودية في العمل، فتحقق الهدف عام 2020 حين ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 31.4 %، فضلا عن ذلك، أشاد البنك الدولي بالإصلاحات التاريخية، وصنّف السعودية في المركز الأول عالميا بين الدول التي أجرت إصلاحات في شأن حقوق المرأة في العمل.
هكذا باتت النساء السعوديات يثبتن قوتهن التي لطالما كانت موجودة، وأنا فخورة جدا برؤيتهن في مراكز عالية ومناصب ريادية في القطاعين العام والخاص. كما أنني متحمسة لرؤية النتائج الآتية للإصلاحات التي ستطبق في السنين المقبلة، ولتقدير المساهمات العظيمة للنساء السعوديات في مجتمعنا واقتصادنا.
هل أنت من النساء اللواتي يعشقن المجوهرات، وما الطراز المفضل لديك؟
أعشق وضع المجوهرات! أرى فيها من جهة شكلا من أشكال التعبير الذاتي الذي يعكس شخصيتي، ومن جهة أخرى إتماما لأسلوبي وإطلالاتي. على غرار الأزياء، إن المجوهرات قطع فنية قابلة للارتداء. وتملك قطعة المجوهرات الملائمة قدرة فورية على بعث الحياة في أي إطلالة! أحب بصورة خاصة المجوهرات المصنوعة من الذهب الوردي، وتعجبني صيحة “تكديس” الخواتم. لكن المجوهرات التي تحمل أكبر معنى بالنسبة إلي هي تلك التي لها قيمة عاطفية. وسأختار مجوهراتي دائما بحسب مزاجي وإطلالتي!
ما رسالتك إلى الشابة العربية من خلال مجلتنا “هي”؟
قدّري الجمال الكامن في أبسط وأصغر الأشياء في الحياة، وأمسكي بزمام سعادتك الشخصية، وأمضي وقتا مع أحبائك.
التعليقات مغلقة.