الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

فيديو محاور المشاهير عدنان الكاتب أول إعلامي عالمي يدخل مملكة لويس فويتون Louis Vuitton ويكشف اسرارها

باريس: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

“باتريك لويس فويتون” Patrick Louis Vuitton يخص محاور المشاهير عدنان الكاتب بأول حوار موسع له

الحديث معه أشبه بفتح قفل حقيبة من “لويس فويتون” لا تحمل هذه المرة حاجات السفر لكن تغص بكنوز الدار وأسرار العائلة الفرنسية العريقة

الرفاهية مجموعة من اللحظات الصغيرة التي نستمتع بها بقوة إلى درجة أننا لا نشعر بالحاجة إلى مراقبة الوقت

كل أفراد العائلة الذين يعملون في الشركة قادرون على تصنيع حقيبة من الألف إلى الياء

سحر المرأة لا يمكن مقاومته

حقيبة “لويس فويتون” تتحدث عن نفسها وعن جودتها من خلال أناقتها وأناقة من تحملها ويحملها

كان نمط حياتنا كأسرة عادية وفي الخلفية أصوات مطارق تدق المسامير ومناشير تقطع الخشب

 

“لويس فويتون” Louis Vuitton اسم يترادف مع الرفاهية، ويشكل خير مثال على الترف، ويترجم في أجود أنواع الجلد. حكاية الدار الفرنسية العريقة بدأت منذ أكثر من 150 عاما مع السيد لويس فويتون الذي سار على قدميه من بلدته إلى باريس، حيث تدرّب في المشاغل قبل أن يؤسس علامته الخاصّة عام 1854.
لويس فويتون صانع أول حقيبة سفر في العصر الحديث. وبعد أن اكتشفت أعماله الإمبراطورة أوجيني صارت حقائبه ترافق أفراد العائلات الملكية، ورؤساء الدول، والفنانين، ورجالات الأعمال في رحلاتهم. وما زال حتى اليوم الشعار الذي يتشابك فيه أول حرفين من اسم المؤسس يسافر عبر المحيطات، وعلى السكك الحديدة، وفوق السحاب إلى أقاصي الأرض.
بعد وفاة لويس ترأس الدار ابنه جورج، ليخلفه غاستون ثم كلود-لويس وصولا إلى السيد باتريك لويس فويتون الذي يمثل الجيل الخامس للعائلة، وأقرب وريث حي إلى المؤسس. في سبعينيات القرن الماضي انضم السيد باتريك إلى الدار، وعمل في المشغل الذي شهد ثورة منذ وصوله. فالتغييرات في المواد الخام سمحت للدار بالانتقال من الحقائب الصلبة إلى الحقائب الناعمة اللينة، وذلك إضافة إلى التطورات التكنولوجية والتقنية التي سمحت باستخدام جلود جديدة وألوان مبتكرة. على مدى أكثر من 20 عاما تسلق باتريك لويس فويتون سلم النجاح، فبدأ بتصنيع حقائب السفر بيديه، ليصبح بعدها مدير التصنيع ثم رئيسا لقسم الطلبات الخاصة حتى اليوم، حيث يشرف على مئات الطلبات الخاصة التي ينفذ جميعها داخل مصنع الدار.

التقيت “باتريك لويس فويتون”Patrick Louis Vuitton بعد جولة داخل منزل العائلة الغني بالتاريخ وحديقته الرائعة في اسنيير، وهي جولة لا يمكن نسيانها أبدا، فالمنزل وحديقته الواسعة يتجاوران مع المصنع العريق الذي أنتج مجموعة من أرقى وأجمل منتجات “لويس فويتون” التي تحلم معظم نساء العالم بامتلاك قطعة منها، وبقدر ما أبهرتني تلك الجولة، أبهرني هذا الحرفي الماهر ورجل الأعمال البارع: برقيه، وهدوئه، ورصانته، وحتى بحسه الفكاهي. فكان الحديث معه أشبه بفتح قفل حقيبة من حقائب “لويس فويتون” لا تحمل هذه المرة حاجات السفر، لكن تغص بكنوز الدار وأسرار العائلة الفرنسية العريقة.

ما أولى ذكريات عملك في دار “لويس فويتون”؟
أتذكر أول قطعة خشب عملت عليها، لأنني بدأت العمل في النجارة. وأتذكر أول علبة خشبية صنعتها لحقيبة ومساميري الأولى التي لم تكن دائما مستقيمة في بداية مشواري المهني.

ماذا عن ذكرياتك في عائلة “فويتون”؟
كنا نعيش معا هنا. ذكرياتي ذكريات عائلة عادية من لقاءات عائلية لولادات وأعياد وجنازات وأعراس حصلت كلها في هذا المنزل وفي هذه الحديقة تماما كالاحتفال في حديقتنا اليوم.
علاقتي كانت وطيدة بجدّي غاستون الذي كنت أرافقه أيام الآحاد في نزهات حول باريس لنزور فيها المعارض والمتاحف. كان نمط حياتنا كنمط حياة أسرة عادية، وفي الخلفية أصوات مطارق تدق المسامير ومناشير تقطع الخشب.

إذا توقفت للحظة وتذكرت حال الشركة حين بدأت العمل فيها عام 1973. ما التغيير الأكبر بالمقارنة مع اليوم؟

بالنسبة لي، التغيير الأكبر في هذه السنوات الأربعين الأخيرة يتمثل في التطورات التكنولوجية على مستوى المواد الخام والآلات. ولعل أبرز التطورات التقنية كانت في الغراء، والخيوط، وكهرباء الآلات، والآلات المضغوطة الهواء.
كيف تواكب دار “لويس فويتون” التاريخية العصر الحالي والتطورات المتعاقبة؟
ما زلنا نقوم اليوم بما قامت به أجيال “فويتون” الأربعة التي سبقتني، فنصنع حقائب سفر عملية معدلة لتلائم حاجات السفر العصري. لويس فويتون المؤسس أدرك التغيرات التي شهدها عالم السفر، فعدّل وغيّر منتجاته وفقا لذلك. وهذا ما زلنا نفعله حتى اليوم.

هل كنت تنوي منذ طفولتك الانضمام إلى الشركة؟ أم كانت لديك أحلام أخرى؟
كنت أحلم بأن أصبح طبيبا بيطريا. لكنني دخلت إلى الشركة في العام 1973 بطلب من جدتي بعد وفاة جدي عام 1970. فكتبت رسالة إلى والدي تطلب فيها منه أن أنضم إلى المشغل في اسنيير.. سحر المرأة لا يمكن مقاومته، وهي ببساطة امرأة لم يكن بوسعي أن أرفض لها طلبا.

هل تندم على قرارك بعدم تحقيق حلمك بأن تصبح طبيبا بيطريا؟
بالطبع لا. أركز على عملي. وحين أعود إلى المنزل أعتني بكلابي وخيولي. نادرا جدا ما أستعين بالطبيب، بل أعالجها بنفسي وأرعاها. إنها أروع متعة لي في الحياة.

ما كانت أفضل نصيحة قدمها إليها والدك حول الحياة والعمل؟
كان يراقب عملي في المشغل. عملت مباشرة مع العمال اليدويين ورؤساء المصنع، وكان أبي يأتي أحيانا ليرى ماذا أفعل، ويتأكد من أن كل شيء مشغول بشكل صحيح. فيقيّم النتيجة، ويشرح لي طريقة العمل لو ارتكبت خطأ. التقليد في عائلة لويس فويتون يقضي بأن كل أفراد العائلة الذين يعملون في الشركة قادرون على تصنيع حقيبة من الألف إلى الياء. فكان والدي يتوقع مني ذلك، لأنه كان يعرف تمام المعرفة أسرار المهنة والتصنيع.

ما أهم نصيحة تلقيتها من والدتك؟
والدتي علمتني درسا كبيرا في الطبخ، وهو ما سمح لي باستقبال الأصدقاء واستضافتهم في منزلي بشكل مثالي.

ما النصيحة الأهم التي تقدمها إلى ولديك؟
أعطيهما نصائح تقنية حول التصنيع. وأنصحهما أيضا بأن يحترما إرث الدار، وأن يتبعا دائما القواعد الثابتة لدار “لويس فويتون”، ومن أهمها الجودة والابتكار.
كما أتحدث معهما ومع أحفادي دائما عن التاريخ العريق للدار.

ما أكثر شيء يشعرك بالفخر في “لويس فويتون”؟
حين نصنع قطعة جميلة تلبية لطلب خاص، ونسلمها إلى الزبون الذي طلبها فيكون مسرورا! هي لحظة شرف وفخر وسعادة.

كيف نميز بين حقائب “لويس فويتون” الأصلية والمزيفة؟
بالنسبة لي الأمر واضح وجلي. حقيبة “لويس فويتون” تتحدث عن نفسها وعن جودتها. من خلال أناقتها وأناقة من تحملها ويحملها، يمكن بسهولة أن ندرك إذا كانت أصلية أم لا. السر في التفاصيل، فنقوم بالدرز اليدوي الذي لا يفعله أبدا المزورون.

ما دور قسم “الطلبات الخاصة” الذي تترأسه؟
الطلبات الخاصة تشتمل على خدمتين. الأولى هي المعدلة بحسب طلب الزبون والتي تسمح بالتغيير والتعديل على قطع مختارة من المجموعات الدائمة، كتغيير في الجلد أو النسيج أو اللون. والثانية هي المصنوعة حسب الطلب، حيث لا حدود للخيال والابتكار، والقطع التي نصنعها تكون فريدة حقا. ويطمئن الزبون حين يلتقيني فيدرك أنني سأصنع قطعة رائعة واستثنائية له. فما من ماركة أخرى تقدم لك فرصة الحصول على حقيبة سفر يصنعها لك بيديه شخص من سلالة لويس فويتون. هذا أمر مميز حقا.

هل من طلب خاص كان غريبا جدا أو مفاجئا؟
كل الطلبات! مشاعر الشغف والتشويق تختلج نفسي عند تنفيذ طلب خاص لكمان “ستراديفاريوس” مثلا. إنه طلب استثنائي. كما أن هناك زبائن يطلبون السفر ومعهم صندوق مليء بأشياء تذكارية من الحبيب. الطلبات متنوعة كثيرا، ولا أرى أن الحقيبة بحد ذاتها هي الرائعة أو الاستثنائية أو المفاجئة، بل ما نضعه من أغراض في داخلها لتسافر معنا.
صنعت مثلا علب مجوهرات بأدراج صغيرة لنقل مجموعة مجوهرات إحدى زبوناتي. حين امتلأت العلبة بالمجوهرات صار ثمن الطلب الخاص ضئيلا، بل جديرا بالإهمال، بالمقارنة مع محتويات العلبة الفعلية.

هل سبق أن عملت أو تلقيت طلبا خاصا من امرأة عربية؟
المرأة العربية تظل امرأة. فلها الحاجة ذاتها إلى مجوهرات معينة، ومستحضرات تجميل محددة، ومستوى معين من الرقي يرضي ذوقها الرفيع. هي مثل كل النساء في النهاية.

نقرأ ونسمع الكثير عن فنك وخاصة الرسم المائي. كيف تنقل هذا الشغف إلى الشركة؟
الرسم متعتي الشخصية وأبقيه لنفسي. أصدرت كتابا منذ فترة وجيزة في اليابان مليئا برسومي مثل لوحة مائية للمنزل وبعض الطلبات الخاصة التي نفذتها.

هل تحب رسم أفراد من العائلة؟ وحين تمضي وقتا مع أحفادك هل ترسموا معا؟
لدي حفيد أرسم معه كثيرا. رسمت كل الأماكن التي عاشت فيها العائلة لكنني لا أجيد رسم الوجوه. أتقن أكثر رسم المناظر الطبيعية من الأماكن التي مكثت فيها أو سافرت إليها. الإنسان الوحيد الذي رسمته كان جدي غاستون.

هل رسمت شيئا لواجهة أحد متاجر الدار؟
عملت مرة على واجهة واحدة في شارع مارسو الباريسي.
يعشق الناس اسم “فويتون”. لماذا لا تضع توقيعك على المتاجر وتعرض أعمالك الفنية ولوحاتك فيها؟
الحقائب في المتاجر تمثل عملي. فحين أزور أحد المتاجر وأرى حقائب اليد وحقائب السفر أفتخر بكونها من صنعي. من خلال حقائب السفر والطلبات الخاصة، أنا موجود في المتاجر. وهذه القطع التي أصنعها تسافر إلى كل مكان.

ما أكثر ما تعشقه في المرأة؟
سحرها.

هل زرت الشرق الأوسط؟
زرت مناطق كثيرة من الشرق الأوسط مثل دبي والكويت وقطر في مناسبات متنوعة مثل افتتاح المتاجر.

من امرأة “لويس فويتون”؟ ماذا تمثل؟
هي أنيقة وساحرة. وطبعا تسافر كثيرا، فمن الضروري أن تسافر لتحتاج إلى حقائب السفر.

ما أفضل مجموعة أو قطعة يمكن تقديمها إلى المرأة؟
إنها علبة الأزهار التي صنعتها بنفسي وقدمتها هدية إلى ثماني نساء من حول العالم. هي علبة مزينة بالأزهار وبتوقيع باتريك لويس فويتون.

ما الهدية التي تقدمها إلى أقرب امرأة إلى قلبك اليوم؟
عندما يحين الوقت أقرر الهدية، فتكون مستوحاة من اللحظة. قد تكون مجرد زهرة من الحديقة أو لوحة بألوان مائية. فالهدية الجميلة ليس بالضرورة قطعة رفاهية باهظة الثمن.

ما تعريفك للرفاهية؟
الرفاهية مجموعة من اللحظات الصغيرة التي نستمتع بها بقوة إلى درجة أننا لا نشعر بالحاجة إلى مراقبة الوقت.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.