الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

Valerie Messika حوار حول العائلة والعمل في ظل أزمة “كورونا”

أسست المبدعة “فاليري ميسيكا” Valerie Messika علامة المجوهرات “ميسيكا” Messika سنة 2005، منطلقة من شغف قوي بالتصميم، ومخيلة لا تعرف حدودا لإبداعها، وعشق لأحجار الماس ينبض في قلبها منذ الطفولة، وتحدّت المفاهيم التقليدية وحققت نجاحا عالميا استثنائيا، بتحويلها الماس إلى جوهرة تستطيع أن تكون جزءا من إطلالاتنا اليومية. ففي مخيلتها يصبح الماس النادر الذي كبرت وترعرعت معه مجموعة من القطع العصرية والمبتكرة والمفعمة بالشباب.. في هذا الحوار الصريح والعابق بالأمل والإيجابية، تخبرنا عن تأقلمها مع الحجر الصحّي الناتج عن وباء “كورونا” في حياتها الشخصية والمهنية، والتكيف مع الأزمة، والاستفادة من هذه الفترة، خصوصا على الصعيد العائلي.

حوار: “عدنان الكاتب” Adnan AlKateb

 

أولا وقبل كل شيء، نتمنى أن تكوني أنت وأحباؤك بخير. كيف تتعاملين مع هذه الفترة الصعبة؟

أنا حاليا في بيتي الريفي مع زوجي وابنتيّ، وأيضا مع أخت زوجي وعائلتها. محيطي رائع! طبعا أبقى على تواصل دائم بعائلتي، فأتصل بهم يوميا لأطمئن عليهم وأطلع على آخر المستجدات.

في ظل هذه الظروف، لدي انطباع بأنه من المهم أن ترى نفسك حتى لو من خلال شاشة، ولذلك أحاول إجراء مكالمات الفيديو قدر الإمكان عبر “فيس تايم” و”هاوس بارتي” و”واتساب”.

إضافة إلى ذلك، أحاول إيجاد روتين لي ولعائلتي لأرفع المعنويات.

ما روتينك خلال الحجر؟

نستيقظ في وقت محدد، ونتناول الفطور معا، ثم أنتهز الفرصة لإجراء مكالمات عائلية. أختم صباحي بتدريس ابنتيّ، فأفضّل فعل ذلك في الصباح كي تستمتعا بنشاطات في الهواء الطلق بعد الظهر. فترة بعد الظهر مكرسة مع “جان-باتيست” لاتصالات العمل، وفي نهاية هذا الجزء من النهار (قرابة الساعة الخامسة والنصف)، أخصص ما بين 45 دقيقة وساعة لممارسة الرياضة. وقرابة الساعة السابعة مساء، نحاول تمضية لحظة جماعية مرحة، وتناول شيء معا.

كيف تصفين تجربة العمل من المنزل؟

بعد ثلاثة أسابيع من العمل من المنزل، لاحظت أمرين:

الناحية الإيجابية: من السهل تكييف بعض المواضيع عن بُعد.

الناحية السلبية: أشتاق إلى نشاط الفريق الذي كنا نعيشه يوميا في المكتب. نختبره حاليا عبر مكالمات الفيديو الجماعية، لكن التجربة ليست نفسها.

كيف سيتأثر عالم المجوهرات بوباء كورونا على المدى الطويل؟

برأيي، إن الناس سيرغبون في العيش بعد فترة الحجر الصحي نوعا ما على غرار فترة ما بعد الحرب العالمية التي عرفت باسم “الثلاثينيات المجيدة”.

سيكون من المهم الاستمتاع والمرح والرغبة في الاستثمار في أشياء نفيسة. قيمة المجوهرات أكيدة ومضمونة، لأنها ترتكز على المواد والأحجار الكريمة. هي طريقة لوضع أموالك في شيء مؤكد يحافظ على قيمته على المدى البعيد.

ما قطع المجوهرات التي تفضّلين وضعها في المنزل؟

في حياتي اليومية، لا أتخلى أبدا عن سوارَي “موف رومان” Move Romane، و”موف نوا” Move Noa، وأجمعهما بسوار رفيع من مجموعة “سكيني” Skinny. مجموعة “موف” تمثل عشق الأمس واليوم والغد. ومن هنا، كان من الطبيعي أن أطور مجموعتي الأيقونية لأقدّم فيها تحية إلى ابنتيّ “رومان” و”نوا”. وجود هذين السوارين حول معصمي يشعرني بأن ابنتيّ دائما معي. إنها طريقة أعبّر فيها عن حبي لهما. وما زلت أيضا أضع أقراط أذن، عبر تكديس تصاميم مختلفة وتجريب خلطات جديدة.

كيف تحافظين على الإيجابية في ظل الأخبار المقلقة حول فيروس “كورونا”؟

أحاول ألا أسمع الأخبار كثيرا، وأن أبقى داخل “فقاعتي” الخاصة. ألتزم بروتيني مع عائلتي، وأعتني بالجميع. وأستفيد إلى أقصى حد من بقائي في البيت مع ابنتيّ.

وأنا أفكر كثيرا في كل من يعمل في خطوط المواجهة الأمامية، إذ نستطيع بفضلهم متابعة حياتنا اليومية. اعتنوا جيدا بأنفسكم وبالآخرين. ولا تنسوا أن تضحكوا. فلنغتنم هذه الوقفة للنظر إلى العالم بشكل مختلف، ولإعادة ابتكار أنفسنا ربما، ولتصوّر غد أفضل بلا شك.

هل غيّر وضع الـ “كورونا” الحالي نظرتك إلى العالم وحياتك اليومية؟

نعم، على صعيد حياتي الشخصية، أصبحت مدرّسة مع ابنتيّ، فصرت مجبرة على أن أكون تربوية أكثر، وهو ما يسمح لي بأن أفهمهما أكثر، وأن أرى كم أنهما مجتهدتان حتى خارج المدرسة.

من حيث نظرتي إلى العالم، أدركت أننا (البلدان) نشكّل كيانا متكاملا، وأنه من المهم الانتباه إلى الجميع. كلنا متصلون. ولذلك، يجب أن نتحلى بالصرامة ذاتها، خصوصا حين يتعلق الأمر بكوكبنا. بصراحة، على الرغم من الوضع الذي نمر به، من الجميل أن نرى الكوكب “يولد من جديد” أجمل من السابق، فيما نتوقّف في هذا “الفاصل”.

ماذا عن مجموعات “ميسيكا” المستقبلية؟

أرى الأمور من زاوية جديدة. بفضل فيروس “كورونا”، نظرت إلى حياتي من وجهة نظر مختلفة. على سبيل المثال، أعمل مع رسّامي الدار على مجموعة مجوهرات راقية جديدة. أخذت موضوعا بسيطا أساسيا يلهمني، لكن أراه اليوم من وجهة نظر أخرى.

ما الأفلام التي تنصحين بمشاهدتها خلال هذه الفترة؟

أنصح بمشاهدة “ماري أنطوانيت” الذي أنتجته وأخرجته “صوفيا كوبولا”. إنه أحد الأفلام المفضلة لدي. بالنسبة إلي، كان أفضل بورتريه ذاتي عن “ماري أنطوانيت”. هي شخصية مفعمة بالحيوية والمرح، وأيقونة أزياء حقيقية. أنا شغوفة بالأفلام التاريخية.

بناء على تجربتك مع ابنتيك، ما أهم نصائحك للتعليم المنزلي؟

من المهم جدا الانطلاق من نهج تربوي تعليمي، وأخذ الوقت الكافي للشرح.

طوّرت في هذه الفترة صبري ومثابرتي.

كيف شرحت الوضع الحالي لابنتيك؟

ما زالت ابنتاي صغيرتين، وبصراحة لم أدخل معهما في التفاصيل. شرحت لهما أن الفيروس يتكاثر وينتشر يوما بعد يوم في كل أنحاء العالم، وأن عدد المصابين يزداد، وأنه من الضروري البقاء في البيت من أجل محاربة تفشيه. كما أننا نتفادى التحدث عن الموضوع، ومشاهدة الأخبار أمامهما.

أضفت ألوانا مفاجئة إلى مجموعة “لاكي موف” Lucky Move الأخيرة من “ميسيكا”، الأمر الجديد على العلامة. هلا أخبرتنا أكثر عن هذا القرار الجريء؟

كل شيء بدأ حين صممت قطع “لاكي موف”. المجموعة مرحة، لكنها قبل كل شيء مرتبطة بالحظ، فتخيلتها تميمة جالبة للحظ. بسبب تصميمها ورسالتها، أردت العمل مع الأحجار الملونة.

فكرتي كانت استعمال الأحجار الزخرفية، حيث أضع عادة التفصيل الذهبي المسطح. فلا أبدل الماس، بل أبدل الذهب.

موضوع الحظ والميدالية التي تدور لتغير لونها وهي تنبض بمزاج معين، قد تناغم بشكل رائع مع التصميم ورسالة العقد. فبدا بديهيا!

ما الوصفات المفضلة التي تعدينها لعائلتك خلال الحجر؟

عموما، حين أذهب مع عائلتي لتمضية بضعة أيام في بيتي الريفي، أحب أن أعد الوصفات لهم ومعهم باستعمال أداة “ثرموميكس”. وبما أننا موجودون في الريف الآن، أستغل الفرصة لصنع المخبوزات مع ابنتيّ، مثل كعكات الشوكولاته وحلوى “كراميل”. وأخصص طبعا وقتا أكثر للطبخ، فأحضّر الشوربات اللذيذة، والمعكرونة المصنوعة في البيت، وغيرها. إنه نشاط عائلي رائع.

هل تتبعين نظاما رياضيا جديدا خلال بقائك في المنزل؟

بشكل يومي، لدي مدرب شخصي اسمه “رافاييل دوب”. خلال فترة الحجر الصحي، لا يتردد في إعطائي نصائح للحفاظ على لياقتي البدنية.. أحاول ممارسة الرياضة كل يوم، فأخصص يوما لجلسة مع مدربي، وفي اليوم التالي أركض. لحسن الحظ أنني موجودة الآن بالقرب من غابة أستطيع الركض فيها بسلام.

ما نصيحتك في هذه الفترة؟

ابقوا في المنزل، واستفيدوا من هذا الوقت لتغيير وجهة نظرتكم إلى الحياة والعالم

اعتنوا جيدا بأنفسكم وبالآخرين ولنغتنم هذه الوقفة للنظر إلى العالم بشكل مختلف وتصوّر غد أفضل بلا شك

أشتاق إلى نشاط الفريق الذي كنا نعيشه يوميا في المكتب

التعليقات مغلقة.