الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

Shiva Safai: تجاهل آراء الآخرين ساعدني في البقاء على المسار الصحيح

سيدة الأعمال وعارضة الأزياء الإيرانية “شيفا صفائي” Shiva Safai امرأة مثابرة شقّت طريقها إلى النجاح، متسلحة بروح قيادية وإبداع ريادي. أسست أولى شركاتها الخاصة في سن صغيرة، وهي اليوم تملك علامة تجارية رقمية تعمل في مجالات الموضة والجمال والسفر ونمط العيش. وأطلت في برامج تلفزيونية كثيرة، وأسرت قلوب كل من شاهدها بشخصيتها المشرقة، وهي تستعمل منصتها المؤثرة من أجل نشر الوعي ودعم القضايا التي تؤيدها، كما تشارك في مشاريع إنسانية كثيرة لكونها سفيرة لعدة مؤسسات خيرية.

حوار: “عدنان الكاتب” Adnan AlKateb

انجذبت إلى عالم الموضة والجمال وساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي على النجاح

من غير المفاجئ أن تختارها “بياجيه” Piaget لتكون إحدى النساء العشر في حملة “نساء استثنائيات” Extraordinary Women التي تسلط بها الدار العريقة الضوء على منجزات ومبدعات من خلفيات وقطاعات مختلفة يتألقن في مجالاتهن، ويغيرن المعايير ويدفعن بالحدود، فيجسّدن المعنى الحقيقي للأنوثة اليوم.

في هذا الحوار تحدثني “شيفا صفائي” المتعددة المواهب عن تجربتها في عالم الأعمال ومسيرتها المهنية المحفوفة بالتحديات، في حديث يشجعنا على المثابرة والمجازفة، ويدعمنا بالأمل في ظل الصعوبات التي نمر بها اليوم.

حملة “بياجيه” تحتفي بالنساء الاستثنائيات. هل يمكنك أن تخبرينا عن بعض النساء الاستثنائيات اللواتي أثرن فيك في حياتك الخاصة وحياتك المهنية؟

دخلت حياتي وخرجت منها العديد من النساء، وتركت كل منهنّ أثرا فيّ. وأنا أرحب بكل تأثير، إيجابيا كان أم سلبيا، لأني أشعر بأن هناك درسا يمكن تعلمه من الجميع، والقبول بذلك يجعلك أقوى. وأتطلع إلى العديد من النساء القويات والمستقلات اللواتي وصلن إلى حيث أطمح أن أكون. وفي هذا السياق، أسعى جاهدة لأن أصبح نموذجا يحتذى به لجيل المستقبل. والحقيقة أني أعتقد أن هناك دائما مجالا للتطوّر وتحسين النفس بغض النظر عن نقطة وجودك في الحياة.

ماذا تقدّرين في هؤلاء النساء؟

القوّة والمرونة.

كيف تستطيعين تمكين نفسك والمساعدة في تمكين النساء الأخريات؟

التمكين الذاتي ليس مجرد أمر معيّن نفعله، بل هو ثمرة عملية. في تجربتي أرى أن على المرأة أن تعيش وتتعلم وتختار ببساطة وتبذل قصارى جهدها لجعل هذا اليوم أفضل قليلا من سابقه. وخلال فعلي لذلك، آمل أن ألهم الأخريات لفعل الأمر نفسه.

في سن الـ 21 أنشأتِ أولى شركاتك، وكانت متخصصة في البحث في الخلفيات الإجرامية. كيف نجحت في تحقيق ذلك في سن مبكرة؟

شخصيتي مستقلة جدا منذ صغري. نشأت في منزل كان فيه تركيز كبير على أخلاقيات العمل الصلبة والمتفانية، وهو ما طبعني لمدى الحياة. كانت لدي رؤية، وبدأت ببساطة من البداية، وشققت طريقي إلى أن امتلكت شركتي الخاصة. لقد ساعدني التغاضي عن آراء الآخرين في البقاء على المسار الصحيح لتحقيق هدفي.

ما الذي جعلك تدخلين هذا المجال؟

بصراحة، جئت إلى الولايات المتحدة حاملة حلما قال لي كثيرون: إنني لن أتمكن من تحقيقه. في أحد الأيام، حصلت على عرض عمل من شخص لديه شركة متخصصة في البحث في الخلفيات الإجرامية، وبعد بضع سنوات قررت الاستقلال وخوض هذا المجال بشركتي الخاصة. من المهم دائما التعلم من الأشخاص الذين يملكون خبرة. ليست هناك حاجة لإعادة اختراع العجلة، ولكن من الممتع محاولة تطويرها.

العمل في هذا المجال يُظهر لك جوانب مختلفة للناس. هل يمكنك مشاركتنا أي قصص أو ذكريات من تلك المرحلة من حياتك؟

الدرس الأهم الذي تعلمته وما زلت أتعلمه هو ألا يتخلّى الإنسان عن حقيقته وعما يمثله. فإذا أخذ أي شخص ذلك في الاعتبار، فسيتمكن من التقدم والنجاح.

ما النصيحة التي قد تقدمينها لسيدات الأعمال الطموحات؟

نصيحتي هي عدم الخوف من طرح الأسئلة والانطلاق نحو الهدف. ركّزي على نفسك ولا تدعي الضوضاء الخارجية تشوّش على عقلك الإبداعي. لا حدود لطموحك.

ما التحديات التي واجهتِها في إنشاء شركاتك طوال حياتك المهنية؟ وكيف تغلبت عليها؟

التحديات أمر لا يستطيع أحد تجنبه. أثناء عملية تأسيس شركتي الخاصة، رحبت بالتحديات وواجهتها واحدا تلو الآخر. هذا يبدو مخيفا، لكنه مجز للغاية، لأن مواجهة التحديات تساعد على بناء تقدير الذات والاستقلالية.

انتقلتِ من عالم الأعمال إلى عالم الموضة والجمال ووسائل التواصل الاجتماعي. كيف حصل ذلك؟

على الرغم من متعة التحدي في تأسيس شركتي الخاصة، فقد علمت على الدوام أن مجال البحث في الخلفيات الإجرامية ليس لي في حد ذاته. وبعد أن قررت أن الوقت حان للمضي قدما، شعرت بالحرية للسعي إلى تحقيق شغفي. فلطالما كان عالم الموضة والجمال من الأمور التي شعرت بالانجذاب إليها، وجعلت وسائل التواصل الاجتماعي هذه النقلة ممكنة. الحقيقة أن كل شيء لا يزال في المراحل الأولى، لكني أعمل على العديد من المشاريع المشوقة للتقدم أكثر في هذا القطاع.

كيف ساعدتك خبرتك في إنشاء شركة وإدارتها على تحقيق هذا التحول؟

ساعدتني التجربة في تعزيز ما ترعرعت عليه، أي في أخلاقيات العمل الراسخة. لا توجد نقلة مهنية سهلة على الإطلاق، وأحيانا تكون النقلة مخيفة. إدراكي أنني حققت شيئا بمفردي، منحني قوة واقتناعا بأنني أستطيع فعل ذلك مرة أخرى. وإذا أضفت إلى هذا الاقتناع عنصر الشغف، فستكون التجربة الجديدة حتما أكبر وأفضل.

تحلم الكثير من الشابات الآن بالشهرة والنجاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ما النصيحة التي تقدمينها لهن؟

أنصحهنّ بعدم القلق، وأقول لهنّ: لا شيء يكون في الحقيقة مطابقا لما يبدو عليه في البداية.

هلا أخبرتنا عن بعض اللحظات الاستثنائية في حياتك؟

اللحظات التي ظننت فيها أنه لا يوجد ضوء في نهاية النفق، لكنني واصلت السير حتى تحقيق هدفي والذهاب أبعد منه، هي لحظات استثنائية في حياتي. هو أمر لا يستطيع أحد أن يأخذه منك.

كيف ألهمتك أحداث جائحة “كوفيد- 19” أو أثرت فيك مهنيا؟

بالنسبة إليّ وإلى كثر هو أمر أجبرنا على التعوّد عليه. بعد أسابيع من الجائحة، بدأت أشعر بأني عديمة الفائدة. شريك حياتي شاركني الشعور نفسه، وفي أحد الأيام، قررنا إجراء تغيير. وبدأنا مرحلة عصف ذهني لتطوير أعمالنا بأساليب جديدة ومبتكرة، وجعلها تستمر وتنجح في هذه المرحلة. لا شك في أن فترة كهذه صعبة، غير أنها تقدّم فرصة مثالية للتطوّر والتقدّم.

كيف وأين أمضيت فترة الإغلاق؟

هي قصة طريفة. كنت قد قررت للتو الانتقال إلى مكان جديد تماما مع شريك حياتي، وذلك قبل أيام من حدوث الإغلاق. عند الإعلان عن ذلك، لم نكن قد بدأنا تفريغ الصناديق. إضافة إلى الحاجة إلى التسوّق والحصول على جميع احتياجاتنا الأساسية في وقت كان عليك فيه الوقوف في الطابور لمدة ساعتين لفعل ذلك.. إنها مرحلة لن ننساها أبدا.

ما التحديات الرئيسة التي واجهتها؟ وكيف تغلبت عليها؟

كان الحفاظ على الروتين أحد التحديات الرئيسية التي واجهناها. كان من الرائع أن نتمكن من السهر لمشاهدة برامجنا المفضلة، مع العلم أننا لن نضطر إلى ضبط المنبّه للاستيقاظ في وقت معيّن في اليوم التالي. كان الانتقال إلى روتين جديد من أفضل الأمور التي كان بإمكاننا فعلها. الاستيقاظ في وقت مبكر، وممارسة تمرين رياضي سريع في المنزل، والتنظيف والطهو كل ذلك يضعنا في حالة ذهنية جيدة لبدء التفكير فيما أردنا تحقيقه معا. ومن خلال فعل ذلك، تعلمنا أن إدارة الوقت أساسية في الحياة، وقد حظينا بالكثير من الوقت القيّم للتمكن معا من تمرير فترة الحجر الصحي.

ما كان الشيء الأكثر إيجابية بالنسبة إليك خلال تلك الفترة؟

أني وجدت نفسي.

ما الأمر الأبرز الذي اعتمدته للتسلية في فترة الحجر؟

أهداني شخص مميّز أحجية من 2000 قطعة. ممارسة هذه اللعبة نوع من الفحص للذات يجعلك تمر بمشاعر مختلفة ورحلة ذهنية متقلبة. والحقيقة أني أحببت كل ثانية من ممارستي تلك اللعبة.

هل أدمنتِ مسلسلا تلفزيونيا معينا أثناء الإغلاق؟ وما هو؟

بالتأكيد! ربما تأخرت عن اللحاق بالمشاهدين الآخرين، لكنّي تعلّقت بمسلسل “لا كاسا دي بابيل”.

هل اكتشفت هوايات جديدة أو أعدت اكتشاف هوايات قديمة؟

استعدت هواية قراءة الكتب

التعليقات مغلقة.