الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

Jean-Marc Mansvelt: مجموعة Perspectives تعكس 240 عاما من خبرة دار Chaumet

استمرارا لعلاقتنا المميزة التي نعتز بها مع أسرة دار “شوميه” العريقة، وعلى رأسها الرئيس التنفيذي “جان مارك مانسفيلت” Jean-Marc Mansvelt، خصتنا الدار بحوار موسع عبر الفيديو (زوم) تحدثنا فيه من دبي مع الرئيس التنفيذي من مكتبه في ساحة لافاندوم الشهيرة في باريس عن مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة “بيرسبكتيف دو شوميه” Perspectives De Chaumet التي أصدرتها الدار أخيرا، والتي استوحيت من فن العمارة، وتضم قطعا فريدة باهرة تجمع بتوازن متقن بين التراث والحضارة، وكان الحوار إنسانيا وممتعا وشائقا، وفرصة للحديث عن كل ما يتعلق بالأسواق وبعالم المجوهرات في الظروف الراهنة.

 

حوار:

“مي بدر” Mai Badr

و “عدنان الكاتب” Adnan AlKateb

 

في العام الماضي، بحثت “شوميه” في السماء عن مصادر الوحي لمجموعتها من المجوهرات الراقية. فما مصادر الوحي التي اعتمدتها في مجموعتها الجديدة Perspectives De Chaumet؟

عملنا على موضوع عالجته “شوميه” Chaumet أكثر من مرة في تاريخها: وهو فن العمارة. وهو مصدر وحي تناولته الدار سابقا بأساليب مختلفة يمكن الاطلاع عليها في الكتيّب المخصص للصحفيين الذي يتضمن مراجع ورسومات قديمة.

لطالما اخترنا مواضيع هندسيّة مميّزة مثل الشكل الحلزوني، فتصميم قطعة من المجوهرات يُعد مسألة هندسية أيضا تعتمد على: البحث عن التوازن والتناسق، إضافة إلى العلاقة بين المساحات الفارغة والممتلئة.

إنها مسائل متماثلة، ففن العمارة ببعض تعبيراته

الكلاسيكيّة تكرر مع “شوميه” مرات عدة على مر السنين من خلال بناء قطع من المجوهرات يشبه إلى حد بعيد بناء تصميم معماري. أما الفرق الوحيد، فهو أنه في إحدى الحالات نضع أنفسنا في منطقة سكنية محددة، أما في الحالة الأخرى، فنسعى إلى إحداث تأثير كبير.

كيف ينعكس تاريخ “شوميه”  Chaumet، العائد إلى 240 عاما، في هذه المجموعة؟ وكيـف تنـظـر إلى المستقبل؟

مجموعة “بيرسبكتيف” تعكس 240 عاما من خبرة دار “شوميه”، وهي لطالما كانت من الأفكار التي عالجتها هذه الدار. تشكل الهندسة المعمارية أحد المواضيع التي يمكن أن نتناولها في أي وقت، ولكنه يكتسب معنى خاصا في الوقت الذي تحتفل فيه “شوميه” بعيدها الـ 240. وقد شكّلت هذه الذكرى مناسبة لترميم وإعادة افتتاح “أوتيل بارتيكولييه” الذي يعتبر تحفة معماريّة نظرا لموقعه في ساحة فاندوم.

تعودنا في دار “شوميه” أن نجمع في مجموعاتنا الخاصة بالمجوهرات الراقية بين أزلية الموضوع الذي نتناوله وتفسيراته التقليدية. إنه موضوع تناولناه مرارا عبر فصول غارقة في التعبير، والتنفيذ، والأسلوب، ومتطلبات العصر. إذ تحكي مجموعة “بيرسبكتيف” Perspectives بأسلوب رائع عن تصاميم “ميراج” و”لوكس” من جهة و”أوندولاسيون” و”سكايلاين” من جهة أخرى.

يبلغ عدد التيجان التي صممتها “شوميه” منذ عام 1780 للأسر الملكيّة والأرستقراطية نحو 3000، فهل تشمل هذه المجموعة تيجانا وإكسسوارات للرأس؟

لا تكتفي “شوميه” بتصميم التيجان للعائلات الملكية والأرستقراطية فقط، فعملاؤها في هذا المجال أكثر تنوعا مما يسود الاعتقاد. والجدير ذكره أن مجموعة “بيرسبكتيف” تضمّ تيجانا قُدمت بأسلوب جديد، منها تصميم “ميراج” الذي يقوم على جمع تاجين مع بعضهما البعض. يمكن ارتداء كل منهما بمفرده، أو وضعهما سويا للحصول على تصميم أكثر فخامة. وقد رُصع التاج الأول بالماس، والثاني بالسفير مع التركيز على الخطوط، والمنظور، وتأثير الظل لإبراز الأحجام والأبعاد.

ما القطعة المفضلة بالنسبة إليك في المجموعة الجديدة؟ ولماذا؟

في الحقيقة، أحب عقد “سكايلاين” بتناسقه اللونيّ بين الذهب الأسود، والماس، والزمرّد. هذا العقد يتزيّن بحجر جميل جدا من الزمرد. في الأصل بائع المجوهرات هو الصائغ، والعمل على هذه القطعة يُشكّل تحيّة إلى عصر ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضي، وإلى صياغة الذهب والمواد الأخرى في زمن ستيرلي ورينيه موران.

هذا العقد يتميّز أيضا بحضوره القوي وتركيبته المتحركة، فعلينا ألا ننسى أبدا أنه حتى في حالة المجوهرات الراقية، تشكل الراحة عنصرا أساسيا مرافقا لارتداء التصاميم. وهنا يمكن اختبار براعة الدار في الجمع بين الحضور والقوة مع الرقة وسهولة الحركة. من نواحٍ عديدة، وبأساليب مختلفة أنا أحب هذه القطعة.

الأحجار المميزة والفريدة إضافة إلى الحرفيّة الاستثنائيّة من سمات المجوهرات الراقية. هل يمكنك إلقاء الضوء على بعض الأحجار الاستثنائية المستعملة في هذه المجموعة؟

من أبرز سمات مجموعة “برسبكتيف” Perspectives استعمالها جميع الفئات الممكنة من الأحجار الكريمة. فقد رُصع خاتم “سكايلاين” على سبيل المثال بأحجار الماس الأبيض والأصفر، إضافة إلى الزمرد الإجاصي الشكل. كما استُعملت أحجار كبيرة كتلك المستعملة عادة في مجموعات المجوهرات الراقية التي تنفذها الدور الباريسيّة الفاخرة.

تأخذنا هذه المجموعة أيضا إلى ما يميز دار “شوميه”، وهو استعمال الأحجار الكريمة، والأحجار الصلبة، إضافة إلى الأوبال لخلق تناسق في الألوان. وتأتي مجموعة “برسبكتيف” كصورة لقطع نفذها صائغ ماهر وتصاميم تستكشف الطابع العصري لدار مجوهرات تذهب إلى ما هو أبعد من المتوقع في مجال صناعة المجوهرات الراقية، وذلك بهدف تجنّب التركيز على الأحجار وحجمها على حساب الخصائص الأخرى التي تميّز تصاميمها.

كيف لعب اللون دورا في مجموعة “لوكس” Lux؟

لكل فصل من فصول هذه المجموعة خلطات لونية مختلفة، فتصميم “لوكس”، على سبيل المثال، يلقي الضوء على استعمال الأوبال. هذا الحجر الصلب والمنحوت يشكل تكريما للأكيلوس والبانتيون.. أما عندما ننظر إلى السماء، فإننا نجد أن لونها يتغير مع تبدّل الأجواء وفترات النهار. تصميم “لوكس” يطرح هذا السؤال: كيف يمكن للون أن ينقل الأحاسيس والتغييرات من خلال لعبة ألوان قوس قزح.

في هذه المجموعة نجد علم الألوان، والتناغم، والتأليف. وهي عناصر تُعتمد عادة في تنفيذ اللوحات.

تصميم “لاسيس” LACIS مستوحى من تراث الدار الغني هل يمكن أن تحدثنا عنه وعن تقنية “فيل كوتو” التي استعملت في تصميمه؟

تصميم “لاسيس” يشكل صدى وتحية إلى قطع استثانية تشكل جزءا من تراثنا، مثل عقد يعود إلى عام 1910. نحن نعيد اكتشاف تقنية “فيل كوتو” التي تجعل المعدن يختفي لتبدو الأحجار الكريمة كما لو أنها معلقة.

مع “لاسيس” نذهب حتى أبعد من ذلك في طريقة ترصيع الماس، لتبدو الأحجار كما لو أنها معلقة بطريقة عجائبية. وخير مثال على ذلك طريقة ترصيع أحجار الروبيليت في السوار والعقد التي تجعلنا نتساءل كيف تبدو مركبة؟

يذهب هذا الفصل إلى أبعد من تنفيذ عقد، فمن وجهة نظر إبداعية يعتبر موضوع هذه المجموعة مسليا، لكونه يلعب على جمع التناقضات من خلال تقنية “فيل كوتو” التي تشكل بنية التصميم من جهة، وتجعل أحجاره تبدو معلقة من جهة أخرى.

بعض القطع تأتي مستوحاة من أخرى موجودة في إرث الدار، ولكن مصدر الوحي هذا لايهدف إلى التكرار، بل هو في الواقع نقطة بداية لابتكار جديد.

هل تتضمن هذه المجموعة قطعا قابلة للتحويل؟

نعم، وتحديدا مع تاج “ميراج” الذي تحدثنا عنه سابقا. وفي المجموعة نفسها لدينا أيضا خاتم “سكايلاين” الذي يأخذ شكل خاتمين في تصميم واحد. فقد درجت دور المجوهرات العالميّة، بما فيها “شوميه” على اعتماد تقنيّة التحويل في تنفيذ قطع استثنائية مثل التيجان والعقود. ولكن في مجموعة “بيرسبكتيف” نُفذت هذه التقنيّة على خاتم. إنها فكرة جديدة لكون معظم القطع القابلة للتحويل كانت سابقا من المجوهرات الضخمة.

لقد بدأنا استعمال مبدأ التحويل على قطع بسيطة، وهي طريقة أخرى لتسليط الضوء على مفهوم أساسي تعتمده دار “شوميه”. إنه الطابع الاستثنائي للتحويل الذي يشكّل تعبيرا عن الإبداع، والذي أصبح يستعمل في قطع يسهل ارتداؤها. إنه شكل من أشكال الحداثة.

تعود الساعة السرية في هذه المجموعة بشكل جميل جدا، هل تحدثنا عنه؟

لقد استعنا بموضوع الهندسة لتصميم ساعات سرية، وعدنا إلى بعض الكلاسيكيات، وخاصة مع فكرة البناء، والخطط، والتصاميم. في هذه المجموعة نجد الساعات السرية، ساعات مع أدراج، وساعة “أوندولاسيون” التي لا تكون مرئية من النظرة الأولى، فبناء بعض التصاميم في مجموعة “بيرسبكتيف” قدم قطعا من المجوهرات تخفي وراءها ساعات.

يستغرق العمل على المجموعات أكثر من عام. هل سيؤثّر الوضع الحالي على التصميم وإنتاج مجموعة العام القادم؟

يتطلب تنفيذ مجموعة من المجوهرات الراقية نحو ثلاث سنوات من العمل، بما فيها سنة من الصياغة. ولذلك لا يمكن إلا أن نتأثر بالأزمة الصحيّة التي تسبب بها انتشار فيروس كوفيد – 19. ولكن من غير الممكن لدار “شوميه” إلا أن تكون حاضرة في هذا الوقت الذي تنتظره الصحافة والعملاء تقليديا في شهر يوليو / تموز.

إنه الوقت الذي تكشف فيه دور المجوهرات عن قدرتها على الإبداع والابتكار، ولذلك سنكون حاضرين بمجموعة من المجوهرات الراقية التي نقدمها بأسلوب مختلف. إن دار “شوميه” هي رمز للحداثة، وهي تكتسب المزيد من المرونة عن طريق إيجاد وسيلة جديدة لتقديم مجموعاتها.

كيف تأثرت صناعة المجوهرات بانتشار فيروس كوفيد – 19، وخاصة أن أوقات الشدّة قد تكون أوقات الفرص، التفكير، والتخطيط. فما خططكم المستقبليّة؟

شكلت الأزمة والحجر فرصة للعودة إلى الوراء والتأمل. وقد استفدنا من هذا الوقت لنراجع أنفسنا، ولنركز على ما هو أساسي من دون تسرع، وخاصة أننا دار تتطور بسرعة، وتشهد نجاحا متصاعدا.

هل تعتقد أنكم ستعتمدون بشكل أكبر على المبيعات عبر الإنترنت في المستقبل؟ وهل سينطبق ذلك على المجوهرات الراقية والحلي اليومية في الوقت نفسه؟

أجل، لقد رأينا أن الأمور قد تغيّرت، وأننا تعوّدنا على الاستهلاك عبر الإنترنت. ولكنني لا أظن أن هذه العادة تنطبق على المجوهرات. إذ يظلّ اختيار المجوهرات تجربة تتطلّب لمس التصميم، وتجربته، وتبادل الآراء حوله مع فريق العمل، خاصة بالنسبة إلى دار عريقة في صناعة المجوهرات، وأظن أن هذه العادة ستستمر.

خدمة البيع عن بُعد سوف تستمر أيضا، خاصة مع نقاط بيعنا المعتمدة في كل بلد (مركز دبي التجاري على سبيل المثال).

الواقع يتطور، ولكن ليس بالضرورة في عالم المجوهرات، حيث يُعد عنصرا السرد والتواصل أساسيين. إن اقتناء أو إهداء قطعة من المجوهرات يبقى خطوة تتطلب تفكيرا ولا تتم بكبسة زر. وهي تتطلب تبادل الآراء مع فريق عمل يؤمن لها بعدا إنسانيا

التعليقات مغلقة.