Ian Griffiths: النهج المحتشم في ارتداء الملابس بات حركة عالمية
Ian Griffiths: النهج المحتشم في ارتداء الملابس بات حركة عالمية
السابق 1 من 5 التالي
في عام 2017 تعرفت عن قرب في مدينة شنغهاي إلى إيان غريفيث Ian Griffiths مصمم علامة “ماكس مارا” الإيطالية ومديرها الإبداعي عندما عرضت الدار الإيطالية مجموعتها الحصرية محدودة الإصدار بالتعاون مع الفنان الصيني “ليو وي”، واليوم أعود لألتقيه مرة ثانية للتعرف إلى جديده، وجديد الدار، وخاصة مجموعة ماكس مارا لربيع وصيف 2021، بما فيها القفطان الرائع والحصري لنساء الشرق الأوسط.
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
في السنوات الأخيرة ذاع صيت هذا المصصم البريطاني، وخاصة في عام 2018 عندما ضجت وسائل الإعلام بصورة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وهي ترتدي من تصميمه المعطف الناري الأحمر خلال مواجهتها الشهيرة مع الرئيس دونالد. ولاحقا انضمت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى النساء اللواتي أعجبن بتصاميه، وارتدت خلال الحملة الانتخابية في فيلادلفيا معطف ديبورا المستوحى من أزياء الجيش.
وكان إيان غريفيث قد اعترف لي بأنه شعر منذ طفولته بأنه سيصبح مصمما للأزياء، لكنه أحب المباني أيضا. واختار دراسة الهندسة المعمارية، لأنها بدت مثل ثقافة التصميم، لكن حتى خلال دراسته للهندسة، كان يصنع الملابس لنفسه ولأصدقائه، وأحب المقاربة المنطقية للمهندسين المعماريين، لكنه أيضا أحب سحر الأزياء، وفي عمله حاليا يحاول أن يجمع العالمَين مع بعضهما.
علمت أنك بدأت في تصميم مجموعة ماكس مارا لربيع وصيف 2021 في اليوم الثاني من فترة الحجر الصحي، أخبرنا عن هذه الرحلة الإبداعية، وكيف ولدت هذه المجموعة.
خلال أزمة الوباء والإغلاق، بدأت أفكر في التجديد فخلال الأزمات نبدأ بشكل طبيعي في انتظار ما سيأتي بعد ذلك بشعور مليء بالأمل والتفاؤل والإيجابية. تخيلت صورة لامرأة “ماكس مارا” وهي تعود إلى العالم مرة أخرى مفعمة بالحيوية وتشرع في إعادة بنائه.
فالنهضة الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وذلك الازدهار الفني والثقافي والعلمي الهائل الذي أعقب ما يسمى بالعصور المظلمة، لم تفارق تفكيري خلال الحجر الصحي. وبينما كنت أعيد تنظيم المكتبة في منزلي الريفي في المملكة المتحدة، وجدت الإلهام في كتبي العديدة عن رسامي عصر النهضة، وخلال قراءتي خطر ببالي سؤال: “ما نوع الملابس التي نرتديها لإعادة بناء العالم؟”، لا شك أنها الملابس التي تمنحنا الدعم النفسي والعاطفي الذي نحتاجه لمواجهة مثل هذه المهمة.
الملابس التي تعطي الشعور بالرضا الحقيقي تمنحنا الدافع للخروج وإظهار أنفسنا بثقة. ولطالما كان مبدأ علامة “ماكس مارا” الأساسي يدور حول bella figura أي الظهور بأفضل حلة مهما كانت الظروف. وعندما نعمل على التصاميم فإن أول ما نفكر فيه هو كيف ستجعل كل قطعة من قطع المجموعة المرأة تشعر تجاه نفسها، وعندها كنا نختار فقط القطع التي ستضفي عليها شعورا بالرضا لإدراجها في المجموعة.
إن بدلة مصممة بأناقة مع أكمام ساحرة منفوخة أو معطف ملفوف من الكشمير مع أكمام مقصوصة من الوسط ومتدلية من الجانبين، أو فستان حريري مزموم من عند الرقبة، كل هذه القطع الجميلة ستجعل المرأة تشعر بأنها بأفضل حال.
كيف أثرت فيك شخصيا وفي عملك الظروف الصعبة التي مررنا فيها جميعا؟
من الواضح أننا في المستقبل المنظور سنكون أقل قدرة على حضور المناسبات الاجتماعية. ربما سنذهب إلى العمل ليومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، وستكون سهراتنا المسائية أكثر ندرة، كما أن السفر إلى الخارج لا يزال صعبا.
أعتقد أن هذا سيجعلنا نفكر في كل مناسبة كفرصة ثمينة لإظهار أنفسنا بأفضل حلة. سنستمتع بالتخطيط لما سنرتديه في موعدنا القادم وسنعيد اكتشاف الشعور بالتعزيز العاطفي والنفسي الذي يمكن أن تقدمه لنا الموضة. أعتقد أننا سنبحث عن القليل من السحر والتألق والرومانسية في الملابس التي نرتديها.
لقد دائما كنت إنسانا ذا إرادة قوية، ولطالما حاولت أن أكون في موقع السيطرة، ولكن السيطرة لم تكن ممكنة على الإطلاق في تلك الظروف الصعبة التي عاشها العالم. فقد تعلمت أن أتخلى قليلا عن فكرة الحصول على كل ما أريد، وأن أستمتع بمسار الأمور كما هي. وتعلمت الاستمتاع بالحلم دون معرفة ما إذا كان هذا الحلم سيتحول إلى حقيقة.
اكتسبت الأزياء المحتشمة زخما في صناعة الأزياء العالمية السائدة. كيف تصف العلاقة بين الموضة والاحتشام والفن؟
النهج المحتشم في ارتداء الملابس بات حركة عالمية. أتمنى لو كانت لدينا كلمة أخرى لتصف الاحتشام غير كلمة Modest، لأن هذه الكلمة بحد ذاتها تجعل الاحتشام يبدو كأنه للنساء اللاتي يرغبن في إخفاء أنفسهن بعيدا. أتمنى لو كان يسمى Power Dressing أي الزي الذي يعطينا القوة، فيسمح لنا بحماية صورتنا والنجاح في العالم العملي معا. نرى اليوم المزيد والمزيد من النساء يشعرن براحة أكبر، ويشعرن بمزيد من القوة من خلال “التستر”.
عندما يتعلق الأمر بالموضة والأناقة، كيف تصف المرأة العربية؟ وكيف ترضيها علامتكم “ماكس مارا”؟ وهل تحرص على ملائمة تصميماتك مع السوق في هذه المنطقة؟
تتمتع “ماكس مارا” بأسلوب مبدع، وترغب جميع النساء في العالم بأسره بنفس هذا المظهر المميز عالميا. تتجاوز لغة “ماكس مارا” الحدود الوطنية والجغرافية.
“ماكس مارا” مصممة للنساء من جميع المناطق الجغرافية، ومن جميع الخلفيات والفلسفات والأديان والأعراق. إنها علامة تجارية تحترم النساء أينما كنّ.
حدثنا عن القفطان الحصري والإلهام وراءه؟
القفطان مطبوع بأزهار صغيرة مستوحاة من لوحات عصر النهضة لأمثال بوتيتشيلي وبيزانيلو وليوناردو، والتي تتميز بالمروج والحدائق المرصعة بالزهور.
ما رؤيتك لمستقبل علامتكم في سوق الأزياء في الشرق الأوسط؟
سنستمر في تصميم الملابس لتحقيق هدفنا البسيط، وهو جعل المرأة تشعر بالرضا عن نفسها، فعندما تشعر بأنها في أفضل حالاتها تقدم أفضل ما لديها.
التعليقات مغلقة.