قبل عام، احتفلت دار المجوهرات الراقية “شوميه”Chaumet بمرور 240 سنة على تأسيسها، مكللة المناسبة التاريخية بإعادة فتح أبواب عنوانها الأيقوني في ساحة فاندوم الباريسية. وفي هذا المبنى المتجذر في إرث “شوميه” منذ عام 1812، تحتفي الدار بإرثها الثقافي الذي ينعكس بشكل خاص على الصالونات الكبيرة، مثل الصالون المستوحى من الإمبراطورة جوزفين التي ألهمت ابتكارات الدار خلال قرنين، وأوجدت الأسلوب الذي يجمع بين الأناقة والخفة، ويتجلى حتى اليوم في مجوهرات “شوميه”. ونعتز بأننا أول مطبوعة عربية تدخل هذه القاعة العريقة العابقة بالفخامة والرقي، ونصور فيها لقطات حالمة مع عارضة الأزياء الإسبانية العالمية “بلانكا باديلا” Blanca Padilla، مسلطين الضوء على مجموعة من المجوهرات ساحرة، وخاصة “ساعة جوزفين إغريت” الجديدة JOSEPHINE AIGRETTE WATCH.
تحدثت إلى العارضة النجمة التي سحرتني كما في لقائنا الباريسي السابق عندما انفردت بأول حوار وغلاف معها في عدد أبريل 2019.. تتألق بيانكا بعينيها البنيتين الحادتين وبشرتها الخزفية التي تضاهي ابتسامتها اللؤلؤية إشراقا، وتأسر قلوبنا بعفويتها الشفافة وتواضعها الراقي ونضوجها الرصين. فبين خشبات العروض، ومواعيد القياس، وجلسات التصوير، والحملات الإعلانية، تستعمل هذه النجمة الشفافة منصاتها الرقمية للتحدث عن مواضيع عدة من الاستدامة إلى الاهتمام بالذات واللياقة البدنية ونمط العيش الصحي.
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
الجائحة غيّرتنا جميعا وأجبرتنا على النظر إلى دواخلنا وهو أمر صعب للغاية بالنسبة إلى البعض
كيف كانت تجربتك الثانية معنا في جلسة التصوير الخاصة بمجلتنا ودار “شوميه” CHAUMET؟
كانت رائعة، فقد انسجمت مع الفريق بأكمله، واستمتعت بالتجربة من كل ناحية من النواحي. ضحكنا معا ومرّ الوقت سريعا أثناء التصوير. كان جميلا جدا مع خبراء الدار التحدث عن كل قطعة والقصة التي تكمن وراءها، بما فيها قصة مجموعات مجموهرات جوزفين وخاصة “ساعة جوزفين إغريت” الجديدة JOSEPHINE AIGRETTE WATCH وكذلك التعرف إلى فريق أزياء ومجوهرات “هي”، كما أحببت الموقع الرئيسي لهذه الدار العريقة الكائن مباشرة فوق متجر “شوميه” المدهش في ساحة فاندوم في باريس، وهو ما توج التجربة بسحر إضافي.
ما قطعة المجوهرات المفضلة لديك من بين تصاميم “شوميه” CHAUMET التي وضعتها أثناء التصوير؟
من الصعب حقا الاختيار، وأقولها بصدق. لقد أحببت كل قطعة، لأن كل القطع متنوّعة جدا وفريدة، فكل قطعة لها أحجار كريمة مختلفة أو لمسات نهائية تجعلها استثنائية بطريقتها الخاصة. ويمكن بسهولة استنتاج أن الدار كرّست وقتا طويلا لتصميم كل قطعة وتنفيذها بحرفية بارعة. لكنني قد أختار واحدة من قطع الماس والذهب الأبيض، أي التاج أو الخاتم أو القرطين. أتذكر هذه المجموعة جيدا، لأنها لفتت انتباهي كثيرا، وشعرت بأني جميلة عندما وضعتها. كما أسعدني أنني أول من يتصور بـ “ساعة جوزفين إغريت” الجديدة JOSEPHINE AIGRETTE WATCH التي أعجبني تنوعها وتنوع ألوان ذهبها من الأبيض إلى الآصفر والوردي.
تأثرت إبداعات “شوميه” CHAUMET بشدة بشخصية وأناقة الإمبراطورة جوزفين التي ألهمت موقع التصوير. ماذا تعرفين عن الإمبراطورة، وهل هناك جانب من جوانب شخصيتها تشعرين بأنك على ارتباط به؟
كانت جوزفين صاحبة شخصية غامضة وقوية، وامرأة مهمة في المجتمع الباريسي. لست متأكدة من وجود أوجه تشابه بين شخصيتها وشخصيتي، وأضافت وهي تضحك بسعادة طفولية: لكنني متأكدة من أنني أستطيع أن أعتاد أن أكون ملهمة لدار “شوميه”، وأن تكون الدار مصدرا لمصوغاتي.
ما أول قطعة مجوهرات تلقيتِها هدية؟
أعتقد أنه كان خاتما ماسيا جميلا تلقيته من صديقي قبل سنوات، عندما بدأنا المواعدة. لم يكن خاتم خطوبة، لكنني كنت أتمنى الحصول على قطعة كهذه تعبّر عن مشاعرنا بغية الاحتفاظ بها إلى الأبد، شيء صغير ورصين ومرهف.
ماذا عنتْ لك؟
عنت لي كل شيء، لأنني لم أكن قد ابتعت لنفسي أي مجوهرات من قبل. وعلى الرغم من أنها لم تكن قطعة كبيرة، كانت مميزة حقا بالنسبة إليّ، وتمنيت الاحتفاظ بها إلى الأبد لتكون تذكارا من سنواتنا الأولى معا.
ما الحجر الكريم المفضل لديك؟
الماس هو المفضل لدي. وكما يقال: الماس هو أفضل صديق للمرأة!
إلى ماذا يرمز من وجهة نظرك؟
إلى الجمال والقوة.
ما مفهومك للجمال؟
الجمال موجود في كل مكان من حولنا، ويعبّر عن نفسه بطرق كبيرة وصغيرة. يمكننا لمسه في كل شيء إذا أجدنا النظر.
تعاونتِ مؤخرا في تصميم مجموعة أزياء مستدامة. هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن تجربة التصميم ومصدر إلهام المجموعة ورسالتها؟
أحببت عملية التصميم والعمل يدا بيد مع الفريق. لقد علقنا في خضمّ الوباء، لكن التحديات التي واجهناها شكلت تجربة ممتعة، واضطررنا طبعا إلى الكثير من جلسات القياس عن بُعد. أما مصدر الإلهام، فينبع من عالم يستطيع أن يعيش فيه البشر والطبيعة في وئام، ومن هذا المفهوم نفسه تأتي الأسماء الثمانية للقطع. إنها مجموعة من الأزياء الأساسية التي صُممت لتدوم طويلا، وصُنعت بشكل مستدام بنسبة 100 في المئة باستخدام مواد منخفضة التأثير في البيئة، واتباع عملية شفافة صارمة للغاية. كان من المهم لي أن تكون الأزياء مستدامة حقا، وأن تبقى في الخزانة لفترة طويلة. أعتقد أن الوقت حان لأن نبدأ إعادة التفكير في طريقة استهلاكنا عندما يتعلق الأمر بالملابس، وأن نختار بشكل أفضل، ونهتم بالجودة على حساب الكمية.
إخبرينا عن روتين جمالك اليومي وهل مازلت تعاملين مع الجمال بأسلوب بسيط للغاية كما أخبرتني في لقائنا الأول؟
نعم مازلت كذلك والسبب أنني في كل مرة حاولت تعزيز روتيني أو تضمينه عناصر كثيرة جدا، لم ينجح الأمر. من المهم بالنسبة إليّ أن تكون العلامات التجارية التي أستخدمها حريصة على المستهلك والبيئة، وأن تلتزم بالقيم التي تؤمن بها، ولا تمارس أي قسوة في التعامل مع الحيوانات. أما الخطوات التي أعتبرها أساسية، فهي استعمال منظف جيد، وأنا أحب المنظفات ذات الرغوة، ثم استخدام مقشر جيد (أستخدم أحماض بيتا هيدروكسي حاليا)، وبعد ذلك مرطب فعّال يلائم بشرتي.
تشاركين متابعيك شغفك بالصحة واللياقة البدنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ما التمرين الرياضي الذي تفضلينه؟
بالتأكيد “بيلاتس”. حيث يمكنني ربط العقل بالعضلات، ولأنني أحب أن أشرك جسدي كله في الحركات، وأن أشعر بالثبات والقوة، وتمدد عضلاتي أثناء الحركات، وهذا ما أعطتني إياه التمارين التي تمزج بين اليوغا والبيلاتس.
كيف تعاملت مع “كوفيد–19”؟ وهل غيّرتك الجائحة؟
أعتقد أن الجائحة غيّرتنا جميعا، فقد أجبرتنا على النظر إلى دواخلنا، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة إلى البعض. يسعدني أن أرى أنّ لدى الكثير من الناس الشجاعة الكافية لذلك. الآن يبدو الأمر وكأنه وقت تغييري مؤلم، وسيؤدي إلى مكان أكثر جمالا؛ على الأقل أريد أن أعتقد ذلك. نحن جميعا نجري تغييرات صغيرة أو كبيرة في حياتنا نحو الأفضل، وأدركنا الحاجة إلى ذلك أثناء الإغلاق ومشاهدة العالم كله يعاني.
صحيح أن العالم كله كان يعاني ويتألم قبل الجائحة، لكن هذا الفيروس أثر في جميع البشر بشكل متساوٍ أكثر من الكوارث الأخرى، لذلك حتى من هم في السلطة كانوا قادرين على رؤية مدى قوته التدميرية وخطورته على جوانب عديدة من المجتمع. أعتقد أن الجائحة جلبت معها فترة من التفكير، والاعتراف بالحاجة إلى الاعتناء بأنفسنا، وإعطاء الأولوية لأنفسنا، والاستمتاع بالحياة التي نحن محظوظون للغاية بوجودها، وتذكُّر أننا يجب أن نكون ممتنين لما لدينا بدلا من التركيز على ما ليس لدينا.
ما المكان الأول الذي ستزورينه بمجرد انتهاء الجائحة؟
مكان استوائي بالتأكيد! أفكر في هاواي، لأنها لطالما كانت واحدا من الأماكن المفضلة لدي.
ما أفضل نصيحة تلقيتِها في حياتك؟
هناك بضع نصائح جيدة، لكنني أتذكر عموما تلك التي تتناول موضوع حماية نفسي والافتخار بها، وعدم ترك الطاقة الخارجية التي لا تخصني تؤثر فيّ.
ما النصيحة التي ترغبين في تقديمها للعارضات الصاعدات اللواتي يرغبن في النجاح في هذا المجال؟
أقول لهنّ: لا تقسونَ على أنفسكنّ. يمكننا جميعا الاستفادة من القليل من الاسترخاء. هذه المهنة تتطلّب الكثير من العمل والتفاني، وفي الوقت نفسه يجب أن تدرك العارضة أن عدم القسوة على الذات والعمل على حب نفسها ورعايتها كل يوم لا يعنيان أنها لا تعمل بجدية. بل على العكس هذا يعني أنها تعمل بجدية أكثر من اللواتي يركزن فقط على النجاح المهني. بالنسبة إليّ، إن الالتزام بحب الذات مهم للغاية من أجل تحقيق أي نجاح في الحياة
التعليقات مغلقة.