الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

Anastasia Mouawad : أدخل “دار معوّض” حاملة إرث العائلة وأفكار المستقبل

ارتبط اسم دار “معوّض” العائلية المرموقة بتاريخ عريق تعكسه أجمل ماسات العالم، وبإبداع متجدّد لا ينضب، وحرفيّة ماهرة تتفوّق على أرقى التقنيات العالمية. وتعاقبت على هذا الإرث العائلي خمسة أجيال، وما زال يدهش العالم بمجوهراته الفاخرة، وتحفه الفنية المفعمة بالجمال والترف والأناقة، والمرصّعة بأندر الحجارة الكريمة، وللمرة الأولى في تاريخ الدار، تسطع نجمة يافعة من الجيل الخامس، لتضفي على إشراق الدار إشراقا. إنها النجمة المشرقة والشابة اليافعة أناستازيا معوّض Anastasia Mouawad ابنة آلان معوّض، أحد أفراد الجيل الرابع من الشركاء المؤتمنين على الدار. وسنحاول في هذا اللقاء أن نتعرف أكثر عن رحلتها في عالم المجوهرات، وشغفها بصون إرث الدار، ومواصلة سرد حكاية منقطعة النظير كُتِبت حروفها بأروع وأندر حبات الماس والأحجار الكريمة، فماذا عن هذه الجوهرة التي تلمع في الدار، وما الدور الذي ستلعبه رسميا في إدارة أعمال العائلة؟

 

حوار: عدنان الكاتب Adnan AlKateb     


ولدت أناستازيا في عام 1999، وترعرعت في جنيف، حيث التحقت بمدرسة معهد “فلوريمون”، ثم تابعت دراساتها الأكاديمية في جامعة “ريجنت” في لندن، وتخصّصت في فن القيادة وإدارة الأعمال العالمية. وسحرها عالم المجوهرات والساعات الراقية منذ نعومة أظافرها، حين كانت تراقب جدّها يصمّم القطع الاستثنائية والمنقطعة النظير. كما انطبعت طفولتها  ومرحلة المراهقة بعشق صناعة الساعات، وتجلّى شغفها من خلال مساعدة والدها الذي أطلق مجموعة ساعات. واليوم تتخصّص “أناستازيا” في علم الأحجار الكريمة في حرم “روبير معوّض” الجامعي. وتنتمي هذه الشابة التي تتقن لغات عدة إلى مجموعة “الجيل الجديد القادم” التابعة لمنظّمة الرؤساء الشباب، أهمّ تجمّع لروّاد الأعمال الشباب في العالم.

 

 

نشأتِ في عائلة أتقنت فن ابتكار أجمل تصاميم المجوهرات وأرقاها. أخبرينا عن طفولتك. كيف وُلد شغفك بفن صياغة المجوهرات الاستثنائية؟

عشت طفولة سعيدة للغاية في سويسرا. كنت دائما محاطة بأشياء جميلة، سواء من خلال تصميم والدي لساعات مذهلة، أو من خلال شغف جدي بتصميم مجوهرات استثنائية وبجمع الماس. عملت جنبا إلى جنب مع والدي عندما أطلق علامته التجارية الخاصة بالساعات “بلاكساند” Blacksand، وصممت بعض الساعات. كما حضرت المعرض الشهير في بازل مرتين ممثلةً لشركة “بلاكساند”. كل هذا زاد شغفي بصناعة الساعات وعالم المجوهرات، وهو ما دفعني لاكتساب خبرة عملية ضمن شركة العائلة، والتعلم عن كل شيء بدءا من التصميم حتى العمل الحرفي والعلاقات مع العملاء.

 

أنت من الجيل الخامس للعائلة معوّض وابنة آلان ، أحد أفراد الجيل الرابع للعائلة. كيف تشعرين حيال عملك ودورك في شركة العائلة وتراثها؟

يشرفني أن أدخل مجال العمل الذي كان جزءا من حياتي منذ فتحت عينيّ على العالم. كما أنني فخورة جدا لكوني أول امرأة من عائلة “معوض” تدخل الشركة بصفة رسمية. أنا على دراية بالمسؤولية، ومتحمسة لإثبات نفسي والمساهمة في إرث عمره 129 عاما.

 

ما أكثر ما يذهلك في عالم المجوهرات؟ ولماذا؟

هناك الكثير من الأشياء الرائعة في عالم المجوهرات، بدءا من الحصول على الأحجار الكريمة الخام وما بعد ذلك، وحتى وصولها إلى صيغتها الأخيرة بعد صقلها. أحب الحرفية والتفرد والجمال في هذا العالم. أنا أحب كل جانب من عالم المجوهرات، وأحب التصميم والإبداع اللذين يقفان وراء كل قطعة مجوهرات.

 

ماذا عن دراساتك الأكاديمية؟ ولماذا اخترتِ دراسة الإدارة العالمية؟ وما المهارات التي اكتسبتِها والتي ستساعدك على تطوير دار “معوض”؟

كنت أرغب في دراسة شيء من شأنه أن يزودني بمهارات مفيدة يمكن تطبيقها على الفور في بيئة العمل. لقد تعلمت الكثير عن الجانب الإبداعي للشركة العائلية بمرور الوقت وأردت إتمام هذه المعرفة. الآن بعد أن تخرجت، بتّ أطبق الأمور التي تعلمتها أكاديميا. وحاليا أستكمل دورة في علم الأحجار الكريمة في “معهد الأحجار الكريمة الأمريكي” في حرم “روبير معوض” الجامعي، وسأتخرج عام 2021. وهذه الشهادة ستكون ميزة إضافية بالنسبة إلي من حيث المهارات التي أحملها معي إلى دار “معوض”.

 

ما أجمل ذكرياتك مع جدك؟

كنت أجلس إلى جانب جدي، وأراه يصمم بشغف. استطعت حقا أن أرى مدى انخراطه وتفانيه في تصميم قطع المجوهرات. يقول جدي: “النجاح عبارة عن كوكتيل نادر يتطلب كأسا بلا قعر من العاطفة، والحس السليم كمكوّن أساسي، ورشّة من الخبرة لجعله لذيذا”. سأتذكر بالتأكيد طوال حياتي كل إنجازاته المذهلة، ليس فقط بصفته رجل أعمال، ولكن أيضا بصفته أبا وجدا وصديقا وفاعل خير.

 

ما أهم الدروس التي تعلمتِها من جدك ووالدك وعمك؟

أحد الدروس التي تعلمتها هو احترام تراث دار “معوض”، وفهم أهمية صَونه. وأن القيم العائلية تنتقل من جيل إلى آخر. كما تعلمت تقدير الوقت مع العائلة أو في العمل، والأهم إدراكنا أننا نعيش مرة واحدة وعلينا الاستفادة القصوى من كل لحظة. الأسرة تعني الوحدة، ونحن جميعا ملتزمون بجعل العالم أفضل، ونفعل الكثير من خلال “مؤسسة روبير معوض”، والآن “صندوق معوّض الخيري” Mouawad Diamond Impact Fund، وغالبا ما نتناقش حول سبل مساعدة الناس حتى نتمكن من جعل هذا العالم مكانا أفضل.

 

كيف تصفين علاقتك بأفراد عائلتك ووالدك وعميك باسكال وفرد؟

نشأت على احترام العلاقات الأسرية والاعتزاز بقيمنا ومبادئنا عبر الأجيال. كل منّا في العائلة يدعم الآخر بقوة، وبغض النظر عن مكان وجودنا في العالم، ما زلنا نشعر بالارتباط والقرب، ونعلم أنه يمكن أن يعتمد أحدنا على الآخر.

 

ما أكثر شيء تحبينه في صناعة المجوهرات؟

أحب كون العمل في المجوهرات عملية تبدأ بالإبداع والخيال، وتسير من خلال الفن والحرفية والمهارة والدقة. صنع المجوهرات هو فن كامل يستحق التقدير. كل حجر كريم له قصته.

 

تتميز دار “معوّض” بتصاميم المجوهرات الفاخرة. ما القطع المفضلة لديك والتي تعتبرينها فريدة ولماذا؟

من السهل الوقوع في حب مصوغات “معوض”، لأنها فريدة من نوعها واستثنائية. أحب بشكل خاص طقم “معوض دراغون سويت” Mouawad Dragon Suite لوقعه المذهل والقصة التي تكمن وراءه. هو يضم عقدا وسوارا وأقراطا وخاتما، ويحمل خمس ماسات ذات لون أصفر كثيف وساطع يفوق وزنها الإجمالي 153 قيراطا، و432 ماسة عديمة اللون بعيار إجمالي يزيد على 272 قيراطا.

 

لاحظنا مدى إعجابك بعقد “التنين” Dragon Necklace الذي تألقت به على صفحات “هي”، والذي يأتي بوزن 57.21 قيراط. أخبرينا المزيد عن هذه القطعة الاستثنائية.

العقد هو نقطة الذروة في طقم “معوض دراغون سويت”، خصوصا أن في قلبه ماسة “معوض دراغون” بعيار 54.21 قيراط، وهي أكبر ماسة مستديرة براقة ذات لون أصفر زاهٍ في العالم. صُنعت ماسة “معوض دراغون” من الماس الخام على أيدي الحرفيين المهرة في دار “معوض”، وقد أطلق عليها اسم “تنين معوض” لأن لونها يذكرنا بقوى التنين السحرية وعينه النارية.

 

بما أنك تنتمين إلى عائلة تجاوزت رحلتها في عالم الماس مئة عام، كيف تصفين علاقة الجيل الجديد بالمجوهرات الفاخرة؟

أعتقد أن كل جيل يقدم وجهة نظر مختلفة، وهذا أمر مهم. يسير هذا المنظور المختلف أيضا جنبا إلى جنب مع احترام التراث. بما يخصنا، أود أن أقول: إننا متحمسون للغاية لإعطائنا فرصة البناء على ما كان من قبل وطرح أفكارنا الخاصة. لا يزال الوقت مبكرا، لكننا على ثقة بأن لدينا شيئا فريدا نضيفه، وأن لدينا منظورا حديثا لهذه العلاقة مع المجوهرات الفاخرة. قيمتنا الأساسية هي نقل الذوق الرفيع لجميع الأجيال القادمة. الاستمرارية أمر حيويّ، ونحن نرغب في إيصال الشركة إلى أبعد نقطة ممكنة في المستقبل.

 

ما أغلى الأحجار الكريمة على قلبك؟ ولماذا؟

الحجر الكريم الأعز على قلبي هو الماس. فهو يمكن أن يكون بألوان مختلفة، من الأزرق إلى الوردي إلى الأسود. عمر الماس الذي يصل إلى مليارات السنين يؤكد فرادة كل حجر. تسحرني بشكل خاص ماسة “معوض داينستي” بعيار 51.03 قيراط. تتميز هذه الماسة المستديرة ذات القَطع المتألق بلمسات نهائية استثنائية: تلميع ممتاز، وتماثل ممتاز، وقَص ممتاز. يضاف إلى ذلك وزنها واللون من فئة D الأرقى وخلوها من العيوب، وهو ما يجعلها نادرة للغاية.

 

 

ما هواياتك المفضلة؟ وكيف تمضين وقتك؟

أستمتع بالسير في الطبيعة. نشأت في سويسرا، حيث تعلمت أن أقدر ما أعطتنا إياه الطبيعة. أحب الرياضات المائية، وفي الصيف أحب التزلج على لوحة “ويكبورد” على البحيرة، وقد برعت في هذه الرياضة على مر السنين. كما أن التزلج أمر لا بد منه، وهو ما أفعله منذ صغري وأحببته دائما. اعتدنا أن نذهب في كل عطلة نهاية أسبوع وإجازة إلى الجبل مع والديّ وأخي “ألكسندر”. إحدى هواياتي المفضلة أيضا هي الطهو، وأصنع في كل مرة طبقا جديدا بنكهة جديدة. كما أنني أحب تعلم اللغات، وأتقن الفرنسية والإنجليزية والعربية والكرواتية، وأتعلم اللغة الروسية لأنها لغة سلافية، وبالتالي تشبه اللغة الكرواتية. أنا أيضا عضو في مجموعة YNG (Young Next Generation) التابعة لمنظمة الرؤساء الشباب YPO – المنظمة القيادية الأولى للرؤساء التنفيذيين في العالم مع مهمة إنشاء “قادة أفضل من خلال التعلم مدى الحياة وتبادل الأفكار”.

 

التعليقات مغلقة.