الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

عروض Alta Moda تحملنا من راحة أرائكنا إلى داخل قصر Dolce & Gabbana في ميلانو

الأشهر التي أمضيناها في منازلنا عززت دور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية. وصعد خلالها جيل جديد إلى النجومية، ومنهم من شقوا دروبهم نحو الشهرة في سماء العالم الرقمي، مطلقين صيحات جديدة أثرت من منصاتها الافتراضية في أزيائنا وكل جوانب نمط عيشنا العصري. ولم يغب عن بال أشهر المصممين العالميين وعلى رأسهم “دومينيكو دولتشي” Domenico Dolce و”ستيفانو غابانا” Stefano Gabbana أهمية العالم الرقمي في هذه الظروف الصعبة، فلم يستلهما من “تيك توك” أحدث مجموعاتهما فقط بل قدما تجربة رقمية مشوقة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عرض الأزياء النسائية الراقية “ألتا مودا” Alta Moda، والرجالية الراقية “ألتا سارتوريا” والمجوهرات الراقية “ألتا جويليريا”، بروح حرة ونهج متميز وجريء، وحملتنا تلك العروض من راحة أرائكنا إلى داخل غرف قصر “دولتشي أند غابانا” Dolce & Gabbana في ميلانو.

عدنان الكاتب Adnan Alkateb

لقاء أجيال: ركز المصممان هذا الموسم على معنى المجموعة ودلالاتها، دون المساومة على حرفية التنفيذ واستعمال أرقى المواد والأنسجة. وعبّرا عن رغبتهما في جعل عالم “ألتا مودا” أقرب إلى الجيل الصاعد من محبي الدار، من خلال قصات راقية وكاريكاتورية في الوقت نفسه، مثل فستان حفلة تنفجر منه كشاكش متعددة الألوان، أو كاب ياقوتي اللون مزخرف بالريش بشكل دراماتيكي فوق ملابس رياضية فاخرة! ونجحا في إدخال اللمسات التراثية التاريخية مثل بذلة باروكية تم تنسيقها بطريقة جديدة تماما، وتصميم مزخرف بنقشة مربعات “أمير ويلز” تم تفكيكه وإعادة صياغته من جديد. فيفسر أعضاء العائلة المنتمون إلى أجيال مختلفة عالم “ألتا مودا” المترف في لغاتهم الخاصة.

لهذا الاجتماع العائلي، احتضن “دولتشي” و”غابانا” التنوّع أيضا في اختيارهما للعارضات، وسلطا الضوء على جمال كل امرأة، مهما كان عمرها ولون بشرتها وشكل قامتها. فاحتفلت أجيال النساء معا بالجمال والفن والإبداع، كل امرأة على طريقتها العفوية والواثقة والمرحة.

 

أنغام متضاربة في لحن متناسق: أسرت مجموعة “ألتا مودا” الجديدة عيوننا ومخيلاتنا منذ الإطلالات الأولى مع قماش التول الضخم المشرق بألوان قوس قزحية، ونجحت في إشراكنا في أروع حفلة أزياء، مع مقاربة بعيدة كل البعد عن البسيط والعادي والمضجر. تعبّر أزياء التشكيلة عن جمالية جديدة يندمج فيها الكلاسيكي بالحديث، مع عناصر مستوحاة من الإرث الإيطالي التاريخي الراسخ في حمض “دولتشي أند غابانا” النووي، وابتكارات مستلهمة بشكل كبير من نجمات جيل “تيك توك” وأسلوبهن الغريب والمرح. وكأننا نشاهد تحية من الدار إلى زبائنها الأوفياء الذين ينقلون حبهم لها إلى أبنائهم.

الأقمشة والمواد نفسها تنوعت وتضاربت بجرأة عصرية، من الزركشات الدقيقة، إلى التول الحالم، والحرير الناعم، والجورجيت الخفيف، ومخرمات “شانتيي”، والصوف الدافئ، والمخمل الحريري. وعكست التصاميم الأهمية الكبيرة التي توليها الدار للحرف اليدوية، مع زخرفات عديدة، مثل التطريزات الغنية، والأرياش البارزة، والترترة البراقة، ولمسات اللوركس، وحبات البلور، والتفاصيل المطلية باليد وبتقنية فن الغرافيتي. وأكملت الأزياء مجموعة مجوهرات راقية تحتفي بحرفية المشاغل الإيطالية، وتبعث الحياة في الأحجار الكريمة المتنوعة الألوان.

أما تنسيق الإطلالات، فصدمنا بخلطاته الملهمة، مثل لقاء السترات الرجالية بالتنانير المفعمة بالأنوثة والجزمات العسكرية، ولقاء قفازات الأوبرا الباروكية الإلهام بالسراويل الرياضية. والأجواء أسرتنا وأخبرتنا حكاية عائلية بطلاتها شابات بقصات شعر عشوائية وخصلات نيونية اللون ينسقن ملابسهن بطريقتهن الفريدة، ونساء ناضجات يتألقن بمخرمات سوداء وبذلات مقلمة وتويد مزركش.

التعليقات مغلقة.