الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

حوار مع “صوفي دوارو” الرئيسة التنفيذية لـ”كارتييه” في منطقة الشرق الأوسط

تربطني بدار “كارتييه” Cartier ومعظم القائمين عليها في مختلف أنحاء العالم علاقة خاصة وقوية على مدى سنين طويلة، وأعتز بأن هذه الدار الفرنسية العريقة التي تزداد تألقا وسحرا ونجاحا على مر الأيام، لا تركز في أعمالها على الناحية التجارية فقط وتقديم أرقى وأثمن المجوهرات، بل تهتم بجوانب إنسانية واجتماعية كثيرة، من أهمها دعم المرأة في كل مكان.

نسلط الضوء على المشاركة المميزة لـ”كارتييه” في واحد من أهم الأحداث العالمية إكسبو دبي 2020، من خلال “جناح المرأة” Women’s Pavilion الذي سيأخذ الزوار في رحلة غامرة يتعرفون فيها إلى مجموعة من أبرز المساهمين والمساهمات في تمكين المرأة، وتسليط الضوء على قضايا كثيرة ونشاطات وفعاليات مميزة لدعم المرأة، ولن أتحدث في هذه المقدمة القصيرة كثيرا في التفاصيل، بل سأترك المجال للحديث عن هذا الجناح وفعالياته لقائدتين شابتين التقيتهما أكثر من مرة، وهما تواظبان العمل وتسابقان الزمن، ليكون الجناح جاهزا عند افتتاح “إكسبو” هذا الشهر.. الشابتان هما: “صوفي دوارو” Sophie Doireau الرئيسة التنفيذية لـ”كارتييه” في منطقة الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، وهند العويس نائب رئيس أول المشاركات الدولية في إكسبو 2020 دبي.

 

حوار: عدنان الكاتب

 

تتمتع “صوفي دوارو” Sophie Doireau بكل صفات القائدة الناجحة، ولديها خبرة طويلة في مختلف جوانب العمل، حيث تقلدت خلال مسيرتها الطويلة الكثير من المناصب في مراكز مهمة، ونجحت في إدارتها ببراعة، وكانت صوفي التي تحمل شهادة ماجستير في التسويق من كلية الأعمال الفرنسية المرموقة ESSCA، قد بدأت مسيرتها المهنية مديرة مشاريع لدى وكالة “إيستيت” Esthete الباريسية المتخصصة في التصاميم الفاخرة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى السفارة الفرنسية في جيبوتي، لتشغل منصب منسق العلاقات العامة، قبل أن تنتقل إلى شركة “جونسون آند جونسون” في باريس مديرة للتسويق التجاري، وانضمت إلى دار “كارتييه” عام 2008 مديرة للمنتجات في باريس، ثم أصبحت مديرة تطوير الإكسسوارات عام 2012، وانتقلت إلى الإمارات عام 2014 مديرة للتسويق والاتصالات في الشرق الأوسط. وفي عام 2018 عُينت مديرة تنفيذية لـ”كارتييه” في الإمارات والهند، وحديثا وتحديدا في بداية سبتمبر الماضي باتت أول امرأة تتسلم منصب الرئيسة التنفيذية لـ”كارتييه” في منطقة الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، ولعبت صوفي دورا محوريا في بناء الشراكة بين “كارتييه” وإكسبو 2020 دبي.

 

 

كيف بدأ التعاون بين كارتييه و”إكسبو 2020 دبي”؟

لطالما التزمت “كارتييه” Cartier بثقافة تمكين النساء، وأطلقت مبادرات عالمية في هذا المجال على مدى عقود عديدة، لذا رأينا في “إكسبو 2020” فرصة استثنائية للمساهمة في تحقيق التغيير الذي ننشده، ولم نتردّد أبدا في اتخاذ قرار الإقدام على هذا التعاون. وعندما تواصلنا مع طاقم “إكسبو 2020” لطرح فكرتنا حول جناح المرأة، تفاجأنا بأنهم كانوا يعملون بالفعل على الفكرة ذاتها، لهذا السبب كان ثمّة توافق وتناغم بيننا منذ البداية دفعنا للتعاون عن كثب لتحقيق رؤيتنا المشتركة. ونحن نتطلع بشوق إلى الترحيب بزوار جناحنا طوال فترة انعقاد “إكسبو 2020”.

 

وما الهدف الذي تسعون لتحقيقه من خلال التعاون في جناح المرأة؟

نهدف من خلال جناح المرأة إلى طرح مفاهيم ومنظورات جديدة حول دور المرأة عبر التاريخ، والتوعية بمشكلة انعدام المساواة بين الجنسين التي ما زالت النساء تعاني منها في مختلف أنحاء العالم، مع التأكيد في نهاية المطاف على فكرة أنّ البشرية تزدهر بازدهار المرأة.

تتشاطر “كارتييه” و”إكسبو 2020″ إيمانهما بضرورة المساواة بين الجنسين باعتباره عاملا مهما في الاستدامة والنمو العالميين، وإدراكهما أنّ المساواة الحقيقية تتطلب تعاونا مكثفا ووثيقا بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والأفراد الملتزمين بهذا المبدأ. وتأتي هذه الشراكة بيننا كمثال على هذه الحالة، لتكون بمنزلة منصّة مذهلة تسمح لنا بالترويج للتغيير الذي نطمح إليه مع تقديم أمثلة حيّة عنه أمام ملايين الزوار.

 

 

ما الذي يمكن للزوار توقعه عند زيارة جناح المرأة؟

تبدأ هذه التجربة من واجهة الجناح المصمّمة من قبل المعمارية الفرنسية لورا غونزاليس، مع تزيينها بعمل فنّي فريد من إبداع رسام الجرافيتي التونسي “إل سيد” يتمحور حول قصائد تحتفي بناشطة نيبالية لحقوق المرأة.

وفي الطابق الأرضي سيتعرّف الزوار إلى أقسام الجناح بالتسلسل، بدءا من التعرّف إلى الغاية من الجناح بأعين الأطفال في فيلم من إخراج نادين لبكي، ثم دور النساء عبر التاريخ، وبعدها قسم التحدّيات التي تواجهها المرأة اليوم، يليه القسم الذي يتناول الحلول والمبادرات التي تهدف لتمكين ازدهار المرأة في يومنا هذا، وضمان ازدهار البشرية جمعاء. وفي نهاية المطاف سندعو زوّارنا ليكونوا مساهمين في دعم تمكين المرأة والترويج له في أوساطهم.

أما الطابق العلوي، فيحتضن معرضا تفاعليا غامرا تحت إشراف الممثلة الفرنسية ميلاني لوران يلقي الضوء على قصص لنساء من شتى أنحاء العالم باستخدام وسائط متعددة مثل النحت والواقع الافتراضي والفنون السمعية-البصرية. علما بأنّ دور الجناح لا يقتصر على كونه معرضا فحسب، وإنما يشمل مجلسا نابضا بالحيوية يرحّب بالجميع كي ينخرطوا معا في حوارات بنّاءة تهدف لإيجاد حلول مبتكرة في سبيل تمكين المرأة، حيث سيستضيف المجلس أكثر من 100 جلسة حوارية بمشاركة مجموعة متنوّعة من المتحدثين المُلهمين خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2021 حتى مارس 2022.

 

ما الانطباع أو الفكرة التي تريدون تركها في أذهان الزوّار بعد زيارتهم الجناح؟

نؤمن بأنّ المسيرة نحو عالم أفضل تقتضي مزيدا من المساواة والتسامح ليكون لكل مساهمة إيجابية أثر ملموس، فنحن ننشد عالما يسمح للنساء والفتيات بالتعبير عن رؤاهن ومشاركتها وتحقيق أحلامهن وتطلعاتهن. لذا آمل أن يكون جناحنا مصدر إلهام لملايين الزوار كي ينضموا إلينا في هذه المسيرة نحو تحقيق المساواة، ويفكّروا عميقا في ما يمكنهم فعله في حياتهم ومحيطهم الشخصي كي يكونوا من أصحاب التأثير الملموس على هذا الصعيد، انطلاقا من إيمانهم بأنّ ازدهار البشرية من ازدهار المرأة.

 

هل أطلقت “كارتييه” أي مبادرات إقليمية لتأكيد التزامها بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة؟

تجمع “كارتييه” بالمنطقة علاقة عريقة تعود جذورها إلى عام 1912 حين زار جاك كارتييه، حفيد كارتييه المؤسس، منطقة الخليج بحثا عن اللؤلؤ النفيس، ولكنّه عاد بأكثر من مجرّد اللآلئ؛ حيث كوّن صداقات وعاش لحظات مميّزة مع أهل المنطقة التي شكلت مصدرا غنيا للإلهام بالنسبة له، وهو ما انعكس بشكل واضح على إبداعات ومجموعات “كارتييه”، ولم تنفك هذه العلاقة الوطيدة بين “كارتييه” والمنطقة عن النمو منذ قرن من الزمان.

وقد أطلقنا مبادرتين رئيسيتين بهدف تمكين النساء في المنطقة، أولاهما “مبادرة النساء من كارتييه” العالمية السنوية Cartier Women’s Initiativ الهادفة إلى دعم رائدات الأعمال المؤثرات لتحقيق التغيير، وهي مفتوحة للمشاريع المملوكة والمدارة من قبل نساء، من أي قطاع أو دولة، والتي ترمي إلى تحقيق أثر اجتماعي و/أو بيئي راسخ ومستدام.

وقد منحت “كارتييه” منذ انطلاق المبادرة عام 2006 ما يزيد مجموعه على 3 ملايين دولار أمريكي لـ240 رائدة أعمال طموحة من 56 بلدا مختلفا، علما بأنّ المنطقة أخرجت العديد من اللاتي وصلن إلى نهائيات المسابقة على مدى السنوات القليلة الماضية، مثل رنا السخاوي، مؤسسة منصة “مونكي بوكس” للتعلّم المبكر الهادفة لدعم النمو المعرفي والجسدي للأطفال، ورحاب حسنين، مؤسسة شركة “بلومينغ بيز” التي تهدف لتزويد الأطفال في المدارس السعودية بوجبات غذائية صحية ولذيذة.

أما مبادرتنا الثانية، فهي مؤسسة “كارتييه فيلانثروبي” الخيرية Cartier Philanthropy التي تدعم المبادرات الرامية لتحقيق آثار إيجابية في البلدان ذات الدخل المنخفض؛ إذ تموّل المبادرة حاليا 15 مشروعا نشطا يعمل على الترويج لتمكين النساء اقتصاديا واجتماعيا في مناطق عديدة، بما فيها منطقتنا.

 

هل سيعرض الجناح أي منتجات لـ”كارتييه”؟

لن نعرض أي منتجات أو سلع على الإطلاق، لأنّ جناح المرأة سيكون مساحة غير تجارية بالكامل تعكس التزام “كارتييه” بالمسؤولية الاجتماعية، وتمكين النساء على المستوى العالمي، إذ سيكون بمنزلة استثمار معرفي يهدف لإلهام الأجيال الصاعدة من الجنسين كي يدعموا النساء والفتيات، وينشروا الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع، مع الاحتفاء بإنجازاتها وضمان مستقبل أفضل لها، والتأكيد على أنّ البشرية تزدهر بازدهار المرأة.

التعليقات مغلقة.