الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

المصممة الإمارتية الإيرانية رحيل: علمتني تجربتي مع المرض أن الغد يستحق النضال

 

بدأت المصمة الإمارتية الإيرانية رحيل حسان رحلتها في عالم الأزياء والموضة منذ أن كنت فتاة صغيرة حين كانت تشاهد جدتها وهي تنفذ أعمال الحياكة والخياطة. ومنذ ذلك الوقت، عاشت حياتها، وهي تحلم بأن تصبح مصممة وأن ترتدي الشهيرات من أزيائها، ولتحقيق هذا الحلم أكملت دراستها في كلية “كافنديش” في لندن، وتخصصت في تصميم الأزياء وتصميم الإكسسوارات والمنسوجات وفي “نظرية اللون” و”علم النفس في الموضة”. وتشتهر رحيل التي ولدت وترعرعت في دبي بكونها تغوص في أدقّ التفاصيل، وتعبّر مجموعاتها عن شخصيتها، وتتدخل في جميع مراحل التصميم والتنفيذ من الرسم إلى اختيار القماش والقصات والتطريز والزخرفة وصولا إلى وضع اللمسات النهائية.

 

حوار: “عدنان الكاتب” Adnan Alkateb

 

لماذا قررت تغيير اسم علامتك التجارية “وردة هوت كوتور” إلى “رحيل حسّان كوتور”؟

على مدار تسع سنوات من بناء “وردة هوت كوتور”، أدركت أن كل لحظة في الحياة تقريبا مليئة بالحماسة. وفي نوفمبر من عام 2014، اكتشفت أنني مصابة بمرض سرطان الثدي. عندها قررت إعادة تحويل “وردة كوتور” إلى قطاع البيع بالتجزئة المتعارف عليه، نظرا لوضعي الصحي المستجد، ولكوني لم أعد قادرة على توفير الخدمات الشخصية، كما كنت أفعل من قبل لمجموعة واسعة من العملاء. وفي تلك الأثناء، كانت العلامة التجارية تتحضر للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها في عام 2015. وبناء على ذلك، ارتأيت أن سنوات خبرتي العشر والإبداع في بناء علامة تجارية شهيرة لتصميم الأزياء الراقية قد تكللت بالنجاح، وحققت الهدف المرجو منها. وبعد توقف دام لنحو تسعة أشهر، عدت إلى عالم الأزياء والموضة باسم جديد لعلامتي التجارية حمل اسم “رحيل حسّان كوتور” Rahil Hesan Couture.

 

من أين تستمدين إلهامك؟

في المرة الأولى التي أردت فيها ابتكار مجموعة أزياء، شاهدت العديد من المصممين البارزين يقولون: “لقد ألهمتني هذه القطعة القديمة، وقد صممت المجموعة بناء على ذلك”. ولطالما نصحني أساتذتي بأن “أطلع على الأشياء التي تجعلني ألتقط الإلهام وأحفظه في ذاكرتي، لأن ذلك سوف يساعدني في ابتكار مجموعات أزياء رائعة”. لقد عملت بهذه النصيحة وأخذتها على محمل الجد، ولكن مع أخذ رؤيتي الخاصة في الاعتبار، ووضعها في المقدمة. وأنا ممَن ينشدون التميز منذ نعومة أظفاري، وأهتم بالأمور من الألف إلى الياء، وخصوصا فيما يتعلق بتفاصيل حرفتي. لذا، فلا شيء يغيب عن انتباهي.

 

 ما أحدث مجموعاتك؟ ومن أين استوحيت إلهامك؟ ومن المرأة التي وجهتها لها؟

مجموعتي الجديدة My Honey Rosa تبدو كحلم، فهي أشبه برحلة إبداعية في عالم من الخيال، فجميع النباتات والزهور في مجموعتي تنبض بالحياة. لقد استعنت بلوحة ألوان مشرقة وجريئة، بما في ذلك الإطلالات المسائية باللون الأصفر الكهربائي، والفساتين النهارية باللون الأصفر الشمسي، والبدلات بلون بياض الثلج. إن هذه المجموعة تتسم بالمرح والجرأة والأنوثة، إنها مزيج مثالي ينضح بالثقافة والأنوثة.

 

كيف تصفين أسلوبك؟

إن تصاميمي هي أفضل تعبير عن الذين يرتدونها. لقد جعلت الأمور تبدو عفوية، وفضّلت الحيادية والأناقة والفخامة مطعّمة بإكسسوارات متميزة، وإضافة لمسة من اللون المائل إلى أحمر الشفاه الغني والحيوي.

 

عشت تجربة نضالية وانتصرت على المرض. ما أكبر درس تعلمته من هذا الصراع؟

علمتني تجربتي مع مرض السرطان أن الغد يستحق النضال، وأن ما أفقده من منظري الخارجي لا يمكنه تغيير ما في داخلي. وأكثر من أي شيء آخر علمتني تجربتي أن أعطي أكثر وأتوقع الأقل.

 

كيف حافظت على الأمل والقوة خلال تلك الفترة العصيبة؟

التحلي بالقوة مسألة عظيمة. إن ذلك يلهمنا من أجل فعل المستحيل، ويساعدنا في الصمود خلال الأوقات الصعبة.

 

هل يمكنكِ إخبارنا بالمزيد عن حملتك لدعم النساء وتزويدهن بمنصة لمشاركة قصصهن المُلهمة؟

هذا أمر عزيز جدا على قلبي للتحدث عنه، خصوصا حملة محاربة سرطان الثدي. أرغب في أن أكون صوت النساء اللواتي عانين من الأمراض، وفي الوقت نفسه أريد أن أظهر للعالم كيف يمكن النجاة، على الرغم من التشوّهات والندوب الجسدية، فهذا وسام شرف، وهو أيضا سوف يجعل المرأة متكاملة مع نظيراتها.

 

حدثينا عن مجموعة “بولكا دوت” التي تسهمين من خلالها في جمعيات خيرية متنوعة، وما الرسالة من وراء ذلك؟

أعتقد أن كل امرأة لديها قصة ترويها وتشاركها وتفصح عنها؛ لقد كانت تجربتي من خلال علاجي بالموجات فوق الصوتية هو أن كل ما كان مرئيا هو مجرد نقاط سوداء وبيضاء غير قابلة للفهم. هذا هو الوقت الذي قررت فيه بأنني سوف أدعم النساء اللواتي يعانين من أي نوع من المعاناة الناتجة عن حالات عدم الأمان من السرطان، على غرار ما حصل معي. ومن المؤكد أن الأمر كله يتعلق بما مررت به، لأن هذه التجربة الشخصية جعلتني أنتقل إلى ما أنا عليه الآن. هدفي يتمثل في تشجيع الجميع بشكل متواصل على أنه على الرغم من كل ما تلقيه الحياة من متاعب على كاهلك، فلا شيء ولا أحد يستطيع أن يمنعك من صنع إرث يُحتذى به.

 

كيف توازنين بين ريادة الأعمال وتصميم الأزياء والأمومة وحياتك الخاصة؟

إنه بالفعل تحدٍّ كبير، وما زلت أتقنه، وأنا الآن أخوض هذه المرحلة بمساعدة من بعض الأشخاص الطيبين من حولي، بمن فيهم بالطبع عائلتي، والاتكال على الله.

 

ما الحلم الذي تسعين إلى تحقيقه؟

أن يكون لدي مؤسسة خيرية كبيرة ، وأنا أسعى جاهدة لأن أكون شخصا يُحدث فرقا حقيقيا، وأن أكون ذلك الشخص الذي يحتاج إليه عالمنا.

 

التعليقات مغلقة.