الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

الشيخة الكويتية لولو الصباح في حوار خاص مع عدنان الكاتب

 

 

عدنان الكاتب Adnan Alkateb

 

لطالما أسرت الفنون بمعظم أنواعها اهتمام الشيخة الكويتية لولو الصباح، حتى إنها كتبت أطروحتها لشهادة الماجستير حول النقد الفني في أوائل عصر الفن البريطاني الحديث، وهو ما أسهم في تعزيز اهتمامها بالفنون البصرية بشكل عام. وفي وقت لاحق، أعدت بحثا وكتبت إصدارا خاصاً حول تقرير الفن الشرقي عن الفن والفنانين في الكويت، وهو ما أتاح لها الفرصة لاكتشاف المواهب في منطقة الخليج. وبفضل هذه التجارب، انتقلت إلى العمل في مجال الفن المعاصر، مع التركيز بوجه خاص على دعم الفنانين في منطقة الشرق الأوسط.

 

 

في بداية حواري معها أكدت الشيخة لولو أنها تعتز بعملها في مجال الفن وتأسيسها شركتها الخاصة “جام” التي تعتبر مؤسسة متكاملة لتسليط الضوء على الفنون وتنظيم المزادات على الأعمال الفنية المميزة والراقية، وهي تشعر بأن عملها لم يكن على حساب حياتها الخاصة، ولم يأخذها ممن حولها، بل على العكس، لقد استفادت منه كثيرا وأغنى حياتها يوما بعد يوم. كما أشارت إلى أنها لا تبتكر التحف الفنية، بل تدعم أعمال الفنانين.

 

كيف أسست “جام” JAMM؟

بعد عملي مديرة لفرع الشرق الأوسط لمؤسسة Philips de Pury، قررت أن أفتتح شركتي الخاصة لأستضيف المزادات، والمعارض، والمحاضرات في لندن ومنطقة الخليج. وحين أصبحت أما، صببت تركيزي في المقام الأول على منطقة الخليج، وافتتحت معرضا دائما في دبي عام 2012، لكنني سأنهي عمل المعرض في يونيو، وسأحوله إلى مؤسسة تقدم الخدمات الاستشارية. غير أن رؤيتي ستبقى ثابتة بغض النظر عن نموذج الأعمال، لأنني ملتزمة كليا بدعم الفنون والفنانين في منطقة الشرق الأوسط، وسنبقى صلة وصل بين المهتمين في اقتناء أول تحفة فنية وبين جامعي التحف المخضرمين. وقد أفتتح معرضا آخر عندما يكبر أطفالي.

 

ما أجمل عمل أو لوحة وقع نظرك عليها؟ وما التحفة التي تحلمين باقتنائها؟

من أجمل التحف الفنية التي رأيتها هذا العام، أعمال من توقيع مات سوندرز، وروبرت لونجو، وجوناس وود، وكالوم إينيس، وجون كورين. وأتطلع شوقا إلى رؤية المزيد من الأعمال من ابتكار فنانين من المنطقة في معرض “آرت دبي”. وبصراحة، لطالما حلمت باقتناء تحفة فنية من توقيع بيير سولاج.

 

من أكثر نجاحا في عالم الفنون الرجل أم المرأة؟ وبماذا تنصحين التي تريد خوض هذا النوع من العمل؟

برأيي، يتساوى بعض الرجال والنساء في الموهبة، فيما تتفاوت الموهبة لدى رجال ونساء آخرين، والموهبة لا تميز بين رجل وامرأة. لكنني أعتقد أن الرجل يحصل على عدد أكبر من الفرص، بينما لا تروج المرأة الموهوبة لأعمالها كما يفعل الرجل.

أنصح المرأة بالتعاون مع كل شخص يحيط بها، لا أن تتنافس معه، فنحن نعيش في مجتمع صغير ونتشارك فيه الأهداف عينها.

 

حدثينا عن تجربتك في العمل الصحفي، وماذا أضافت لك؟

قبل أن أخوض غمار عالم الفنون، أردت أن أصبح صحفية وكاتبة، ومع أنني تخليت عن طموحاتي في عالم الصحافة إلا أنني ما زلت أحلم بالكتابة لأنني أعشق عالم الأدب. وبعد تخرجي، عملت في البداية في The International Herald Tribune التي أصبحت اليوم The International New York Times في باريس، وشكلت فردا من فريق الدعم لديها. إنها صحيفة ممتازة بكل ما للكلمة من معنى، لكنها علمتني أهمية الإعلانات بالنسبة إلى الصحف والانحيازات التي تسببها. كما أنها علمتني الفرق بين تكتل يعمل بحسب أجندة محددة مقابل وكالة أخبار مستقلة، وهي من المعالم التي بالكاد نجدها اليوم. وبما أن تقديم التقارير الإخبارية يُعتبر من الأعمال التجارية، انكشفت الحقيقة أمامي، وتعلمت كيف تسير الأمور فعليا في هذا العالم.

كيف تنظرين إلى وسائل الإعلام في العالم العربي؟ وهل من رسالة محددة تودين توجيهها للإعلاميات والإعلاميين؟

أكن احتراما كبيرا للصحافيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحقيقة، فالاضطلاع بهذا الدور يتطلب شخصا مميزا لا يعرف الخوف، وهو عمل تُرفع له القبعة بغض النظر عن جنسية الصحافي.

 

لديك تجارب وتعاون مع العديد من دور الأناقة والجمال العالمية، حدثينا عن علاقتك مع تلك الدور، وماذا عن علاقتك حاليا مع دار Burberry؟

Burberry نموذج للعلامة التجارية الرائعة، انطلاقا من دعمها للموسيقيين البريطانيين المحليين، عبر مبادرة Burberry Acoustic، وصولا إلى خياطة ملابسهم وابتكار الأسلوب الخاص بهم، تمثل Burberry أفضل ما في الأزياء البريطانية، وتشرّفت بالعمل مع هذه العلامة التجارية العظيمة وفريقها الذي يتمتع بموهبة مذهلة.

 

هل هناك رسائل محددة توجهينها من خلال أعمالك ومعارضك؟

أود أن يتحمس الناس أكثر للفن المعاصر كما أرغب في التشديد على أهميته في تطوير مجتمعاتنا.

 

ما أحدث أعمالك؟ وما المعرض الكبير الذي تحلمين بتنظيمه؟

نستضيف حاليا معرضا منفردا للفنانة الأمريكية من أصل باكستاني سيمين فرحات، حيث تعرض عددا من المنحوتات الجديدة ونصبا فنيا ضخما مستوحى من قصة “أليس في بلد العجائب” للكاتب لويس كارول. وتعيد سيمين النظر في اهتمامها القديم بالشعر واللغات التي تشكل بالنسبة إليها وسيلة لنقل التجربة الإنسانية. وسيغلق هذا المعرض أبوابه في 16 أبريل الجاري. وأود أن أشير هنا إلى أنني وبعد خمسة أعوام على هذا العمل راضية على الصعيد العاطفي أكثر منه على الصعيد المادي. وهذا هو الأهم بالنسبة إلي، فما تعلّمته لا يُقدّر بثمن.

 

بعيدا عن الفن والعمل، من أنت؟ وأين درست وعشت طفولتك؟ وكيف كانت أيام دراستك؟ وكيف تعيشين؟

وُلدت في مدينة نيويورك، مسقط رأس والدتي، ثم ترعرعت في الكويت إلى حين وقوع الاجتياح في العام 1990. وأمضيت بضع سنوات متنقلة بين باريس، ولندن، والولايات المتحدة الأمريكية. وفي النهاية عدت لأستقر في الكويت منذ العام 2007. حصلت على شهادتي من الجامعة الأمريكية في باريس، وعلى الماجستر من كلية بيركبيك في لندن.

 

ماذا تريدين باعتبارك امرأة عربية للمرأة العربية؟

يجب أن تشعر المرأة العربية بالأمان، ويجب أن يعاملها المجتمع كما يعامل الرجل تماما. وأشارك حاليا في حملة تهدف إلى إلغاء البند 153 من القانون الجزائي الكويتي الذي يسمح بقتل الأم، والابنة، والأخت، والزوجة في ما يُعرف بجريمة الشرف. فنحن لا نحتاج إلى قوانين من هذا القبيل في المنطقة، وبعد أن نلغي هذا القانون في الكويت، سوف تصبح الحملة على صعيد المنطقة كلها. أعتبر أن فرص المرأة العربية بالنجاح ستزداد إذا حصلت على الدعم والتشجيع من الرجال في عائلتها. وبرأيي، علينا أن نهتم أكثر بالإبداع في منطقتنا، بغض النظر إن كان المبدع رجلا أو امرأة.

 

أخيرا باعتبارك متذوقة للجمال أين ترين جمال المرأة؟ وقوة الرجل؟ وما الذي يسعدك؟ وما أحلامك ومشاريعك المقبلة؟

جمال المرأة في ثقتها بنفسها. وقوة الرجل في لطفه. أما سعادتي، فأنا استمدها من أطفالي وعائلتي، أحب مشاهدة الأفلام السينمائية والوثائقية، وأعشق السفر، كذلك، أكون سعيدة في المكتبة، حيث أمضي ساعات طويلة في القراءة، بوجه عام، أشعر بالسعادة حين أكون مرتاحة البال، وهو بالطبع ليس بالأمر السهل. أما أحلامي ومشاريعي للمستقبل، فتشبه تقريبا ما أقوم به اليوم.

 

التعليقات مغلقة.