الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

الشابة السعودية عبير بالبيد تتألق في “إثراء” بمجوهرات Van Cleef & Arpels

 

 

الموسيقية الشابة والمهندسة المعمارية عبير بالبيد، أول عازفة بيانو سعودية، نموذج مميز للشابات السعوديات الناجحات، فهي ابنة هذا الجيل الجديد الشاب المتطلع بشغف إلى رؤية 2030 التي بدأت ملامح نجاحها تظهرعلى كل القطاعات والمجالات في السعودية، اخترناها لتكون شخصية اللقاء الرئيس، ونجمة غلاف عددنا الأول لعام 2021، كما اخترنا المعلم الثقافي السعودي المهم مركز الملك عبد العزيز الثقافي “إثراء” مكانا للتصوير، حيث أدت فيه عبير معزوفتين رائعتين من تأليفها خلال احتفالات اليوم الوطني التسعين للمملكة، وشكلت نقطة تحول في مشوارها الموسيقي، وتألقت عبير خلال هذا التصوير بمجوهرات الدار العريقة فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels.

 

 

 

حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

 

 

بداية كيف تصفين نفسك، وكيف تحبين تقديم نفسك للقارئات؟

أنا مهندسة معمارية حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص هندسة معمارية من جامعة عفت، وممارستي لفنون الرسم منذ صغري، إلا أن شغفي الموسيقي ظل هو الحلم المنشود الذي يطاردني والطموح الذي لاسقف له، أدركت أن الموسيقى. ستصبح مهنتي المستقبلية عندما قدمت مشروع تخرجي الذي كان عبارة عن تصميم دار أوبرا ومسرح ثقافي وفني، حيث استوحيت تصميم المبنى من الأشكال الهندسية الصادرة من ذبذبات الصوت، وأجريت دراسة أصوات وأنماط ذبذبات الصوت المختلفة لتتناسب طريقة البناء والمواد المستخدمة مع مفهوم فنون العمارة الحديثة، فأنا أمارس ثلاثة فنون جميلة تعبر عني الموسيقى، والرسم، والهندسة وعلى الرغم من، اختلافها، شكلت شخصيتي المنفتحه ثقافيا وفنيا.

 

متى بدأ شغفك للفن؟ وما قصة دخولك عالم الموسيقى؟

بدأ شغفي في الفن منذ الصغر، فلقد كبرت في بيئة ثقافية منفتحة وعائلة تدفعك للتعلم المستمر، والقراءة الدائمة، والاكتشاف والمغامرة، فقد كانت تلك محفزات لدخولي عالم الموسيقى، أتذكر جيدا أول مسرحية موسيقية كلاسيكية أسرتني، كانت لـ”بافاروتي”Pavarotti ، وأول مقطوعه موسيقية لـ Chopin – Nucturne No. 20، في سن الرابعة عشرة لاحظت عائلتي هذا الشغف، حيث أهداني والداي أول بيانو، فكنت أقضي معظم وقتي في العزف والتعلم والاستمتاع بجمال الموسيقي الكلاسيكية، التي أثرت في شخصيتي الموسيقية بشكل كبير، وجعلتني أكثر انفتاحا على عالم الموسيقى المتنوع، فالموسيقى هي الموسيقى، وهي الإنسان ولو اختلفت اللغات .

 

هل تتذكرين أول نشاط موسع مارستِه، ومتى؟

جامعتي كان لها فضل كبير في منحي الثقة في تنظيم وتقديم عروض موسيقية على مسرح الجامعة، ولكني بدأت التركيز في الموسيقى بصفتها مهنة حقيقية قبل عامين حينما شاركت بعزف مقطوعات أوبرا كلاسيكية في أمسية أوبرالية بمشاركة مغنية الأوبرا سوسن البهيتي، ومغني الأوبرا محمد الزهراني  .

 

ما أول مهمة كلفت بها؟ ومن كلفك؟

شاركت باعتباري عازفة بيانو في الحفل الغنائي لهاني شاكر وأنغام في مسرح الملك فهد الثقافي وحفل تدشين هوية عكاظ الجديدة بمسرح أبوبكر سالم في موسم الرياض.

 

من دعمك في مسيرتك؟

في مسيرتي الموسيقية كانت وما زالت عائلتي وأصدقائي هم الداعمون الأوئل، أما على الصعيد العملي، فكان رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ هو الداعم الكبير، فدعمه وثقته في المواهب الفنية السعودية لا محدودة، فهو فنان، ويدرك قيمة الفن وتأثيره القوي، كما أن ثقته كانت محفزاً لي لإنتاج أعمال تليق بالمجتمع السعودي.

 

ما شعورك لكونك أول عازفة بيانو في السعودية؟

أشعر بالفخر عند العزف في أكبر المسارح السعودية، ولكن مقابل هذا الشعور شعور بالمسؤولية تجاه الأعمال الموسيقية التي أقدمها، فرغبتي في تنمية هذا المجال وتطويره وإقامة حفلات موسيقية عالمية هي الدافع  لتطوير مهاراتي  باستمرار.

 

أخبرينا عن تجربتك في الـ 23 من سبتمبر الماضي خلال احتفالات اليوم الوطني التسعين للمملكة، حيث أديتِ معزوفتين في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)؟

كانت مشاركتي في احتفالات اليوم الوطني الـ90 على مسرح إثراء نقطة تحول في مشواري الموسيقي، قدمت معزوفتين من تأليفي وبمشاركة من فرقة الفارابي، وتطلب منا ذلك وقتا وجهدا كبيرين لإخراجهما بالشكل المطلوب، لكن آراء الجمهور جعلتنا سعداء، وأصررت شخصيا على تقديم المزيد من الأعمال الخاصة.

 

المعروف أن العزف يتطلب الدقة والتركيز، وفي أحيان كثيرة يسبب أي خطأ

أو هفوة (مهما كان صغيرا) إحراجا.. هل وقعت بمثل هذا الخطأ أو

سببت أي هفوة إحراجا لك أو لأي من ضيوفكم.. وكيف تعاملت معها؟

الأخطاء واردة ونحن لا نتعلم ألا عندما نخطئ! وأفضل الموسيقيين في العالم يخطئون وفي أكبر المسارح العالمية.. الخطأ ليس مشكلة، المشكلة الحقيقية ألا نتعلم من أخطائنا. والموسيقي الحقيقي على المسرح هدفه إمتاع جمهوره بالدرجة الأولى وتقديم عرض موسيقي لائق بتدارك تلك الأخطاء دون أن يفسد متعتهم، وهذا ما تعلمته من خلال عزفي على المسارح والعمل مع مختلف الموسيقيين.

 

ـ ما أجمل وأفضل معزوفة تعتقدين أنك قدمتها حتى الآن؟ وما المعزوفة

الحلم بالنسبة لك؟

أنا أرتبط بجميع أعمالي بشكل أو بآخر، فأنا أرى فيها نتاج خبرات علمية وحالات إنسانية، وحاليا أعمل على تسجيل وإنتاج موسيقاي الخاصة “جاز حجاز”، وهي موسيقى جاز بنوتة شرقية حجازية، فأنا أشعر بقوتها عند عزفها لامتلاكها نسخا عدة، كما أعكف على تأليف وإنتاج مسرحية موسيقية كلاسيكية.

 

ـ ماذا تقولين لمن ترغب في دخول عالم الموسيقى؟

اتبعي شغفك الموسيقي أينما كان، وكوني منفتحة على جميع الثقافات

 

ـ من أين تستوحين مقطوعاتك، وما الذي يميزها؟

من حالات أعيشها أو مسرحيات، وأفلام أشاهدها، أو حفلات أحضرها، أو لوحه أرسمها أو أشخاص ألهموني، وهذا بنظري ما يميز مقطوعاتي فهي غنية بالمشاعر والحالات الإنسانية العميقة.

 

ـ ما طموحك، وهل تسعين إلى الوصول للعالمية؟

طموحي بناء دار أوبرا سعودية تقدم وتستضيف حفلات موسيقية عالمية، وأسعى إلى تمثيل وطني في الحفلات الفنية العالمية، والمساهمة في تهيئة بنية تحتية للموسيقيين للعمل في هذا المجال، وتدريس الموسيقي في المدارس والجامعات كعلم قائم بحد ذاته، وحلمي افتتاح مدرستي الخاصة لتعليم الموسيقى، فأنا حالياً أعلم الأطفال العزف على البيانو وقراءة وكتابة النوتة الموسيقية ونظريات الموسيقى ومساعدتهم في اكتشاف مواهبهم الموسيقية واختيار آلالاتهم الموسيقية المفضلة، وأعمل في الوقت الحالي على مشروع تأسيس مدرسة تعليم الموسيقى، وأود أن أوجه رسالة إلى هيئة الموسيقى بأن تكون هناك تشريعات وتنظيمات مبسطة للعمل في مجال الموسيقى، وتسهيل إجراءات فتح مثل هذا النوع من المدارس والمراكز التعليمة من حيث التراخيص والاشتراطات، واعتماد مناهج متخصصة عالمية لتدريسها في الفترة الحالية لحين تمكين هذه الصناعة من النهوض وتطوير البنية التحتية للموسيقى، وتأهيل الموسيقيين في مجال التعليم الموسيقي وتوحيد وتكامل الجهود بين القطاعات الخاصة والعامة لإثراء المجال بالمواهب الفنية.

 

ـ هل أسهم العازفون العرب في تحسين نظرة المرأة وتثقيفها في عالم

الموسيقى؟

علينا العمل بجد وتكامل لتقليل هذه الفجوة.

 

ما أكثر تجربة أداء أثرت فيك؟ ولماذا؟

دائما البدايات هي الدروس الأولى والأهم، فمشاركتي بالعزف على مسرح أمام جمهور يتجاوز 5000 شخص كانت اختبارا حقيقيا لنفسي، ولأستطيع أن أرى ماذا يمكنني أن أقدم لجمهور متنوع ثقافياً بهذا الحجم.

 

ما الرسالة التي تودين توجيهها للجيل الجديد في السعودية وللفتيات

السعوديات خصوصا من خلال الموسيقى؟

الموسيقى لا تقل أهمية عن أي مجال آخر، فعندما تتبعين شغفك ستتعلمين وتخطئين وتتعلمين، ولكن لا تتوقفي أبدا، فهي عملية تتطلب تعليما مستمرا وجهدا كبيرا وممارسة جادة.

 

كيف تنظرين إلى رؤية المملكة 2030 ودورها في تمكين المرأة؟

رؤية طموحة من قيادة متجددة وبداية عصر متطور تعبر عن شباب المملكة العربية السعودية، وأحد أهم أهدافها المستدامة تمكين المرأة السعودية في جميع المجالات وتطوير قدراتها وتشجيع مشاركتها الفعالة على جميع الأصعدة.

 

هل تأقلم المجتمع السعودي مع التغييرات الإيجابية المتسارعة التي نشهدها،

وخاصة فيما يتعلق بدعم المرأة والشباب؟ وكيف تنظرين وبنات جيلك إلى تلك التغييرات؟

التغيير سنة من سنن الكون، والتأقلم الإيجابي سلوك المجتمعات البشرية المتحضرة، فعلينا مواكبة تلك التغييرات المتسارعة لصنع مستقبل مشرق

أكثر تطورا وانفتاحا.

 

ما الذي يسعدك؟

الموسيقى أكثر ما يسعدني.

 

أخيرا.. ما المصاعب التي واجهتها في مشوارك عمليا واجتماعيا، وما مدى

الدعم الأسري لمسيرتك، وأين ترين المحطات الرئيسة في حياتك على

المستوى الشخصي، والعلمي، والعملي؟

لا أستطيع أن أسميها مصاعب، بل أنا أراها تحديات يجب أن نختبر أنفسنا من خلالها، والإنسان لا يمكن أن يرتقي من مرحلة إلى مرحلة أعلى إذا لم يستطع أن يواجه هذه التحديات ويتعلم منها، عائلتي هي الداعم الأول في مسيرتي المهنية والحافز الرئيس لاستمراري في العمل في مجال الموسيقى،

وعلى المستوى الشخصي أتمنى تقديم المزيد من التوعية في مجال العلاج بالموسيقى وأهميتها، فلقد قضيت عاما كاملا أقدم جلسات علاج بالموسيقى لذوي الاحتياجات الخاصة في مركز متخصص، ومن أكثر الحالات استجابة لهذا النوع من الجلسات حالات التوحد بجميع فئاتها، فقد كانت استجابتهم سريعة وملحوظة، أما على المستوى العلمي، فلن أتوقف عن تعلم الموسيقى وإكمال دراستي في هذا المجال والتخصص بشكل أكاديمي، وعلى المستوى العملي إنتاج المزيد من الأعمال الموسيقية وتعليم الموسيقى.

التعليقات مغلقة.