الموقع الرسمي لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور مدير التسويق والاتصالات لدى Cartier في طوكيو

طوكيو: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

منذ ثمانينيات القرن الماضي، تجول مجموعة “كارتييه” Cartier التاريخية حول أبرز مدن العالم ضمن معارض ساحرة يعيش فيها الزائر حلم “كارتييه” الذي لا يضاهيه حلم، مع أحجار كريمة استثنائية، وتصاميم مبدعة غنية بالإلهام، وتقنيات حرفية بارعة. لكن المعرض الجديد “تبلور الزمن” Crystallization of Time الذي افتتحته الدار خلال الشهر الماضي في المركز الوطني للفنون في العاصمة اليابانية طوكيو هو الأول من نوعه والأكثر سحرا وتوهجا وغنى، فقد استكشف العوالم الجمالية لتصاميم كارتييه عبر “المواد والألوان”، و”الأشكال والتصاميم”، و”فضول بلا حدود”، مسلطا الضوء على الأحجار الكريمة التي استغرقت قرونا لتتبلور في الطبيعة.

 

بعد أن تجولت في المعرض، توجهت إلى فندق الريتز كارلتون لإجراء حوار موسع مع مدير التسويق والاتصالات “أرنو كاريه” Arnaud Carrez ، الدينمو والمحرك الرئيسي، وصاحب الشخصية المحببة والعلاقات القوية والابتسامة المميزة التي يستقبل فيها الضيوف عبر مسيرته الطويلة في دار “كارتييه” وتربطني به علاقة قوية ترسخت خلال لقاءاتنا المتكررة في معظم مناسبات كارتييه حول العالم، وأكد أرنو في بداية الحوار على أنها المرة الأولى التي تعرض فيها “كارتييه” إلى جانب القطع التاريخية، مجوهرات تستعيرها من زبائنها، في تجربة فريدة. أولا، لماذا طوكيو؟
لأننا نعشق طوكيو! في الواقع، إن اليابان كانت وما زالت سوقا مهمة جدا لنا، وتجمعنا بها علاقة قوية وطويلة الأمد، إذ أسسنا وجودنا فيها قبل أكثر من ثلاثين عاما، ونظمنا قبل الآن معارض كبيرة حول مجموعات “كارتييه” التاريخية في أرجاء اليابان. المعرض الحالي هو معرضنا الرابع في اليابان. أول معرض نظمناه هنا كان سنة 1995 في المتحف الإيطالي في طوكيو. وأقمنا في كيوتو المعرض الثاني، حيث تعاونا مع المهندس “إيتوري سوتزاس”. ثم عدنا إلى العاصمة للمعرض الثالث الذي شاركت في تنظيمه، إذ كنت أعيش في اليابان. عنوانه كان “ذكريات ابتكارات كارتييه”، وتعاونّا فيه
مع الفنان والمصمم الياباني “توكوجين يوشوكا”. كان معرضا مدهشا في متحف طوكيو الوطني الموجود في حديقة “أوينو” العامة. وهذا هو المعرض الرابع، وهو ما يثبت مرة جديدة علاقتنا الوطيدة باليابان.
لكننا شعرنا بأن هذا المعرض مختلف، ما الذي ميزه؟
نعم، إنه أول معرض يعرض قطعا قديمة تاريخية من “كارتييه”، وقطعا معاصرة يملكها كبار زبائننا الذين قبلوا أن يعيرونا إياها لفترة المعرض. ولذا هذا المعرض هو الأول من نوعه بالنسبة إلينا، إذ لم ننظم يوما معرضا بهذا الحجم، يضم أكثر من 300 قطعة، نصفها تقريبا ملك مستعار.
هلا أخبرتنا أكثر عن مجموعة “كارتييه” التاريخية Cartier Collection التي تجول حول أهم وجهات العالم منذ بضعة عقود؟
بدأت دار “كارتييه” بإعادة شراء قطع في عام 1983 حين أطلقت مجموعة Cartier Collection ، ونظمنا المعرض الأول لها سنة 1989 في “القصر الصغير” في باريس. ثم بدأت المجموعة بجولتها حول العالم، وزارت محطات كثيرة مثل متحف “هيرميتاج” ومتحف مجمع الكرملين في روسيا. هذا
معرضنا الثالث والثلاثون، أي أننا نظمنا تقريبا معرضا كل عام، لكن هذا العام كان مميزا، لأننا أقمنا معرضين كبيرين أولهما كان في بكين.

تربط بين الدار والمنطقة العربية علاقة تاريخية وطيدة بدأت مع السيد “جاك كارتييه” الذي زار الخليج في أوائل القرن العشرين. فهل سنرى معرضا كبيرا في الشرق الأوسط لمجموعة “كارتييه” التاريخية؟
لطالما كانت علاقتنا بالشرق الأوسط قوية جدا واستثنائية. وأعتقد أنها أصبحت أقوى حتى في السنوات الأخيرة، بحيث ترسخت الدار عميقا في الثقافة المحلية، مع مبادرات متنوعة مثل الحملات الخاصة بالعيد التي أطلقناها في كل من السنوات الأربع الماضية. ولا ننسى الاحتفالات المحلية المدهشة مثل تسلق نمر “كارتييه” على برج خليفة. نظمنا قبل عام في الرياض فعالية خاصة بمجوهراتنا الراقية اشتملت على بعض القطع التاريخية، لكن يجب أن ننظم حدثا ضخما بعد أن نجد له المكان الملائم.
هل زرت المملكة العربية السعودية من قبل؟
نعم، المرة الأولى التي زرت فيها السعودية كانت في بداية الألفية الجديدة، وكنا في صدد إعداد إدارتنا الخاصة في الشرق الأوسط بعد تعاوننا مع وكيل في المنطقة. كانت بداية شركة فرعية مكتملة لكل من “ريشمون” و”كارتييه”، وسافرت وقتها إلى جدّة، لأنني كنت أشرف على سوق الشرق الأوسط من باريس.

ما القطعة المفضلة والأكثر تأثيرا بالنسبة إليك من هذا المعرض؟
تصميم التمساحين للممثلة ماريا فيليكس. تذكرني القطعة بقصة طريفة حصلت في المكسيك، حيث كنت أعيش، وحيث بدأت مسيرتي مع دار “كارتييه”. تعرفت إلى الفنانة المكسيكية الراحلة “ماريا فيليكس” التي كانت صديقة مقربة جدا من “كارتييه”. فكنت أنظم معرضي الأول لمجموعة “كارتييه” التاريخية في “قصر الفنون الجميلة” في المكسيك، وقد حضرت حفلة الافتتاح النجمتان “ماريا فيليكس” و”سلمى حايك” اللتان لم يسبق لهما أن التقيا قبل ذلك. فمثلتا إرث المكسيك وماضيها مع “ماريا فيليكس” والمستقبل مع “سلمى حايك”. “ماريا فيليكس” التي كانت صاحبة شخصية قوية جدا قالت: إنها ستغادر قبل العشاء،
وهي تحمل معها تمساحها، فسألتها عن السبب، فقالت لي: إن مقعد البستاني الذي كان حبيبها آنذاك لم يكن على طاولتها. فاضطررنا إلى إعادة تنظيم الطاولة، وقبلت البقاء للعشاء. كانت امرأة “كارتييه” بالفعل، بشخصيتها القوية جدا.
مسيرتك مع دار “كارتييه” طويلة. متى بدأت العمل مع الدار؟
بدأت العمل لدى “كارتييه” سنة 1997 .
ما أولى ذكرياتك عن الدار قبل انضمامك إليها؟
الساعات، وتحديدا ساعات “تانك” Tank . فساعة “تانك” جزء من ذكرياتنا كشعب فرنسي. أعتقد أن لدار “كارتييه” أيقونتين متجذرتين في الثقافة الفرنسية: ساعة “تانك” وخاتم “ترينيتي” Trinity رائج جدا ومحبوب عبر أجيال كثيرة في فرنسا، وهو أشبه بأيقونة حية عند الفرنسيين. رئيس الجمهورية الفرنسي يرتدي خاتم “ترينيتي”، وأحيانا يضع ساعة “تانك” أيضا. أتذكر أنه وضع ساعة “تانك” لدى حضوره قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في بياريتز.
هل لعائلتك تاريخ مع “كارتييه”؟
أمي كانت تملك خاتم “ترينيتي”، وترتديه كثيرا. بعد وفاتها، بقي الخاتم معي.

إذا أردت اختيار ساعة من “كارتييه” الآن، ما الساعة التي تختارها؟
“سانتوس” Santos . أحب روحها، والقصة المحيطة بهذه الساعة. قبل كل شيء هي أقدم أيقونة حية. والحكاية خلفها تدور حول أناس حقيقيين، حول لقاء، حول علاقة بين شخصين. أراها ساعة أنيقة جدا، فيها كل ما يكون موجودا في ابتكار من “كارتييه”. وأعتقد أنها تعكس انفتاحنا.
نرى الكثير من المشاهير ومن نجوم عالم الموضة يختارونها ويختارون ساعات “كارتييه” عموما.
نعم، يرتدي الكثير من المديرين الإبداعيين في عالم الأزياء قطع “كارتييه”، مثل المصمم “هادي سليمان” الذي يحب وضع ساعة “تانك”. وفي الأسبوع الفائت، شاهدنا المصمم “أليساندرو ميكيلي” يضع ساعة “سانتوس” الذهبية بطرازها القديم الذي نميزه بفضل القرص غير المدمج ضمن السوار.

إذا طلب منك اختيار ساعة واحدة لامرأة تحبها، ما الساعة التي تهديها إليها؟
سأقول “بينوار” Baignoire بالذهب الأصفر. التصميم الذهبي أنيق جدا، والشكل نفسه يميز هذه الساعة بالفعل. ساعة “بينوار” برأيي رمز الأناقة والرقي للنساء. أقول لك “بينوار”، لكن لدي علاقة شخصية مع ساعة “بانتير” التاريخية بالذهب الأصفر أيضا.
وماذا عن المجوهرات؟
بالنسبة إلى المجوهرات، سأختار “جوست أن كلو” Justeun Clou ، فهي مثال النقاء في التصميم. إذا نظرنا إلى تصاميم “كارتييه” المختلفة، أعتقد أننا نلاحظ اتجاها واحدا يتمحور حول الأدنوية أو التقليلية minimalism والخطوط النظيفة.
مجموعة “كلاش” لاقت نجاحا كبيرا في الشرق الأوسط. ما سبب هذا الأداء الاستثنائي للتشكيلة؟

مجموعة “كلاش” تلقى نجاحا كبيرا في كل مكان، نجاحها فاق توقعاتنا. التصميم قوي وبارز وفي الوقت نفسه عملي ومريح. تشعر بأنه ابتكار “كارتييه”، ويتميز بالكثير من الأناقة. ما أحبه في المجموعة توازنها الجميل بين الكلاسيكية لأنها جزء من عائلة “كارتييه” من جهة، والغرابة والاختلاف مع اللمسة المفاجئة التي تحملها قطع “كارتييه” من جهة أخرى. أعتقد أننا سنصل إلى مستوى عالٍ جدا مع مجموعة “كلاش”، لأنها تلقى نجاحا كبيرا جدا حول العالم من أمريكا إلى آسيا والصين والشرق الأوسط وأوروبا. كل تصاميمها ناجحة في كل المناطق. حتى إننا نواجه نقصا في مخزوننا.
ماذا تفعلون في حال نفاد المجموعة في الأسواق؟ هل تنتجون المجموعة من جديد؟
نعم، لأن المجموعة مصممة لتبقى إلى الأبد، لكننا لم نتوقع نتائج جيدة إلى هذا الحد. لذلك واجهنا مشكلة سأعتبرها مشكلة إيجابية، فقررنا قبل الصيف أن نسرع الإنتاج بشكل كبير. كان المخزون محدودا خلال الصيف، لكنه يزداد الآن من جديد، فنتمكن كالعادة من تلبية توقعات السوق. نعتقد أننا سنحقق الكثير مع هذه المجموعة الواعدة بالفعل. كما سنطلق مجموعة جديدة قريبا، وستكون أكثر جرأة حتى من مجموعة “كلاش”.

لو أعطيت حرية اختيار مجموعة من تاريخ “كارتييه” لتحديثها وجعلها عصرية، ماذا تكون؟
كل مجموعاتنا معاصرة. كما رأيت في هذا المعرض، من الصعب أن تحدد تاريخ إنتاج قطعة معينة، لأن كل القطع معاصرة. يصعب التمييز بين تواريخها.

ما الذي يميز “كارتييه” ويعزز مكانتها المرموقة في السوق اليوم؟
تعتبر الدار اليوم رائدة وقائدة في القطاع، مع مجموعة منتجات متوازنة جدا. مكانتنا قوية جدا، ونواصل تعزيزها. فلدينا برأيي التوازن الصحيح بين المجموعات الأيقونية مثل “لوف” و”ترينيتي” و”جوست أن كلو”، والابتكارات المبدعة البارزة والقوية، مثل “كاكتوس” التي كانت من التصريحات الإبداعية القوية التي لاقت نجاحا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط.

 

التعليقات مغلقة.